هناك أزمة خانقة في أسرة المستشفيات إلى الدرجة التي تهدد حياة بعض المرضى .. لا سيما في الحالات الطارئة ..وهي أزمة ناتجة عن نقص حاد في عدد أسرة المستشفيات مقارنة بالطلب المتزايد والحاجة المتصاعدة لخدمات المستشفيات العامة والخاصة على حد سواء. ولقد أثار مجلس الشورى مؤخرا هذه القضية أثناء مناقشته التقرير السنوي لوزارة الصحة. والأخبار تترى عن مرضى قابعين في ممرات مستشفيات وآخرين في أروقة الطوارئ انتظارا لسرير شاغر.. ولعل خبر قيام أحد ذوي مريض بإحضار سرير معه إلى المستشفى لإيواء مريضه .. بعد معاناة من عدم توفر سرير في المستشفى .. تجسيد لواقع الأزمة المتصاعدة.. وتمتد تداعيات الأزمة الصحية لتشمل المواعيد التي تزداد بعدا في العيادات الخارجية وفي إجراء العمليات الجراحية إلى جانب الزحام الكثيف في المستشفيات. وتعكس هذه الأزمة الحادة حقيقة التزايد المعياري في معدلات الطلب على خدمات المستشفيات نتيجة لمعدلات النمو السكاني المرتفعة والذي لم تواكبه مشاريع استشفائية كافية تلبي الاحتياجات الصحية للسكان .. الأمر الذي أدى إلى حدوث خلل في التوازن بين العرض والطلب على الخدمات الصحية، وهو ما يؤكد وجو أزمة تخطيط صحي حقيقية!!. ورغم أنني أتحفظ على المعدل الرسمي المعلن لمعدل الأسرة لكل ألف من السكان وهو 2.15.. حيث أجد فيه مبالغة إحصائية غير دقيقة .. إلا أنه ومع هذا يظل معدلا منخفضا مقارنة بالدول الأخرى ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي .. ناهيك عن الدول المتقدمة. ولا يقتصر هذا الواقع المتردي على المستشفيات الحكومية فقط بل يشمل المستشفيات الخاصة التي تشهد هي الأخرى زحاما كبيرا. ولعل المؤسف أنه وفي ظل هذا الوضع الصحي المتأزم فإن ما يعرف بالسياحة الطبية تزداد نموا، حيث يفد مرضى من بعض الدول للاستشفاء في بعض المستشفيات الخاصة .. الأمر الذي يسهم في تفاقم الوضع .. حيث يزيد الزحام زحاما. ومن هذا المنطلق وللحيثيات الآنفة فإنني أطالب الهيئة العامة للسياحة مع تقديري البالغ لجهود سمو الأمير سلطان بن سلمان بإعادة النظر في السياحة الطبية ريثما تتحسن أوضاعنا الصحية بشكل يسمح بفتح هذا النوع من السياحة .. ذلك أن صحة سكان المملكة مواطنين ومقيمين هي الأكثر أهمية وإلحاحا.