ماذا يقرأ الجيل النابض بالحياة، ومن كاتبه المفضل، وماهي أولوياته في اقتناء خير جليس في الزمان، وماهي أسباب التفاوت لدى الشباب في اختيار مضامين الكتب؟ على هذه الأسئلة أجاب شبان وشابات، منهم أمل موسى التي أكدت أنها تقرأ في الرومانسيات والمرأة ثم الطفل، وأضافت «هذه سلسلة متتابعة من الكتب التي أنجذب إليها لأول وهلة عندما أتجول بين أرفف مكتبة، وهذه النوعيات قريبة من شخصيتي جدا وتشعرني بالجانب الروحاني للحياة ورونقها الذي أصبحنا نفتقده كثيرا في تعاملاتنا نحن البشر». وتحدثت الشابة علياء أحمد نشار أيضا عن تفضيلها للكتب الرومانسية «لأنني أحب أن أكون أحد أطراف القصة، وأتخيل نفسي مكان البطلة، أما كتب الجريمة فهي تتوافق مع ميولي وتطلعاتي لمعرفة الأحداث وإشباع تطلعاتي في المناظر التي تصنعها القصة ومتابعاتها وتداعياتها»، مشيرة إلى أنها تفضل كذلك مطالعة الكتب السياسية التي تكشف قناع الفساد الحاصل في المجتمعات والأحداث الغامضة، وأوضحت أنها لا تفضل كاتبا على آخر، إلا أن مايلفت انتباهها اسم الكتاب من حيث موضوعه وقصته التي يتناولها والتوجه الذي يرمي إليه. أحمد أسكندر قال أيضا عن ميوله في المطالعة «أميل إلى قراءة الكتب التي تعنى بالجريمة والآكشن والدراما، وهذه النوعيات تشبع شغفي في البحث وراء الحقائق والتقصي في أحداث القصة، ويجذبني من كتاب الروايات أجاثا كريستي التي تتمتع كتاباتها بعنصر الغموض والجذب الذي يدفعني للقراءة للوصول إلى النهاية»، وأضاف أنه في فترة من الفترات أصبح يقرأ في اتجاهات تماثل تخصصه الدراسي وبعيدة عن ما يحبه من أنواع المطالعة. من جهته، ألمح الشاب عبدالكريم زكريا إلى أنه يكره قراءة القصص متسائلا «لماذا أهدر أسبوعا في قراءة قصة قد أجدها في فيلم سينمائي لا تتجاوز مدته ساعتين يحوي كل التفاصيل الدقيقة في كل مشهد سينمائي إضافة إلى الإثارة المتواصلة»، وأكد أن كتب تطوير الذات تلقى منه تفضيلا «لما تحاكيه من واقع ولأنها تبث في داخلي روح التفاؤل، وقد تكون عاملا رئيسا لتطوير جميع الجهات الملموسة في حياتي»، وأشار إلى أن 70 % من أصدقائه لايحبون القراءة. أما الشاب صالح محمد سليمان العلاوي قال معبرا عن عشقه للقراءة «أعشق الآكشن والجريمة، وهذه النوعيات تشوقني جدا وتأخذني إلى نفس المكان والزمان الذي حدثت فيه الجريمة، وأجد نفسي محققا في نفس الرواية، ولايكتمل يومي من غير قراءة أحد كتب سلسلة الرجل المستحيل للدكتور نبيل فاروق»، وأكمل: صحيح أن هذه الروايات من عوالم الخيال وبعضها مقتبس من جرائم حدثت فعلا، إلا أنها أحدثت تغييرا في حياتي أهمها أنني أصبحت غير متسرع في اتخاذ قراراتي. عمر العيسائي (شاب) قال إنه يفضل قراءة الكتب الرومانسية وكتب تحليل الشخصية وفنون الإلقاء «لأنها توافق احتياجاتي وتطلعاتي وخصوصا كتب تحليل الشخصية التي أجد فيها متعة وأجد الكاتب الألماني فريدريش شيلر من أكثر الكتاب الذين تجذبني طروحاتهم وأساليبهم». فيما أكدت أبرار تركستاني على أنها تحب القراءة في جميع المجالات، وتجذبها كتب تطوير الذات، والكتب التي تدعو إلى التغيير للأفضل والأحسن، «أما في الروايات فإنني أفضل هاري بوتر لأنها تحلق بي في أجواء من الخيال والأحلام»، كذلك قالت زميلتها ليلى أحمد إنها تحب قراءة الكتب التي تحمل الغموض في حقائقها مثل عالم النجوم وعلم الحساب والفلك والأبراج، «هذه العوالم تجذبني لغرابتها حيث تعتبر معنوية لا نلمسها لكننا نشعر بوجودها، ونجد تأثيرها على حياتنا فعالا». فئة قليلة ويقول الإخصائي الاجتماعي الدكتور شجاع القحطاني إن القراءة غذاء الروح وتختلف هواية القراءة من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر ونحن في المملكة غالبا ما تقتصر القراءة لدينا على فئة قليلة جدا من الشباب والفتيات نتيجة ضغوط الحياة وسرعة وتيرتها، بالإضافة إلى الثورة الإلكترونية من خلال هواتف الجوال والآي باد والآيفون والبلاك بيري التي سهلت الحصول على المعلومة والقراءات السريعة المكثفة التي تحتوي على معلومات هائلة في شتى المجالات والاهتمامات، وغالبا ماتهتم الفتيات بالقراءات التي تميل إلى العاطفة كالشعر والرومانسية والخواطر والقصص والروايات، فيما تنحصر اهتمامات الشباب في الألعاب الإلكترونية كالبلاي ستيشن والأفلام، مشيرا «يعود سر الاختلاف والتفاوت بين الأشخاص في اقتناء الكتب نتيجة لاختلاف الهوايات والاهتمامات والرغبات، بالإضافة إلى اختلاف الجنس مابين الرجل والمرأة، واختلاف المرحلة العمرية والحالة الاجتماعية والمهنة التي يعمل بها».