تطورت أساليب المعاكسات مع تطور وسائل الاتصال والتقنية، وتطور الحال إلى كتابة كود جهاز البلاك بيري على السيارة، مرة على الشنطة الخلفية للسيارة، وأخرى على جوانبها أو على الزجاج الخلفي. يرى عدد من الشباب أن هذا التصرف لايعدو كونه وسيلة من وسائل التعارف وتكوين الصداقات، فيما يرى آخرون أنها وسيلة جديدة للمعاكسة بدلا من تسليم الرقم باليد أو وضعه في حقيبة الفتاة المستهدفة. قصي حديدي قال لنا: «كتبت رقم جهاز البلاك بيري على سيارتي بهدف تكوين صداقات من مختلف فئات المجتمع لزيادة عدد المضافين معي في المحادثة»، مشيرا إلى أن عدد من تواصل معه عبر هذا الأسلوب وصل إلى أكثر من 100 شخص في أقل من أسبوع!. وأوضح كل من تركي الزهراني، فارس الزهراني، ومحمد العتيبي أنهم لاحظوا عددا من زملائهم يضعون أرقام الكود الخاص بأجهزة البلاك بيري في مكان بارز من سياراتهم، وبسؤالهم عن سبب ذلك ذكروا أن هذه الطريقة من الطرق الحديثة والجديدة في التواصل والتعرف على أصدقاء جدد، مؤكدين أن الفكرة أعجبتهم ورغبة منهم في خوض التجربة طبقوها في سياراتهم رغبة في التعارف وتكوين صدقات جديدة، وشاركهم الرأي عدنان الغامدي الذي أشار إلى أن غالبية من يضيفونه بهذه الطريقة هم من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم من 16 إلى 20 سنة، فيما أكد خالد الحربي «لا أعتقد أن هذا التصرف خادش للحياء، وهو فقط مجرد طريقة للتواصل والتعارف». وألمح سعد الكثيري إلى عدم الخوف من الجهات الأمنية في هذا الخصوص؛ لأننا لا نرى فيها ما يخل بالناحية الأمنية، مشيرا إلى أن رجال المرور يستوقفونه في بعض الأوقات ويطلبون منه فقط نزع الرقم، وأكد «لدي أكثر من لوحة في حال نزع أحد رجال المرور ملصقي فإنني أبادر إلى تركيب الأخرى بعد دقائق من نزع السابقة». ولكن خالد العتيبي أكد من وجهة نظره «هذه الظاهرة مرحلة متطورة من عمليات المعاكسة والترقيم والتي تحولت من تسليم الرقم باليد إلى كتابته على السيارات»، وشاركه الرأي نايف الردادي «لا تتجاوز كونها عملية تقليد والمطلوب سن عقاب رادع يوقف هذه الممارسة». 18 ألف شهريا 20 شابا في اليوم الواحد، أكد ذلك جميل ناصر أحد البائعين في محلات الزينة المختصة بكتابة تلك الأرقام على السيارات، وأضاف «هذه الظاهرة بدت في شهر رمضان من العام الماضي وكان عدد من يكتب الأرقام على السيارات قليلا جدا، وبعد مرور شهرين تقريبا أخذت في الانتشار حتى أضحى عدد من يطلب كتابة الرقم على سياراته أكثر من 20 شخصا في اليوم الواحد وأغلبيتهم من المراهقين وتتراوح أعمارهم ما بين 19 و 28 عاما»، ويشير زميله بن عفيف إلى أن التكلفة تبلغ أكثر من 30 ريالا للملصق الواحد وأن دخلهم الشهري من ذلك يبلغ أكثر من 18 ألف ريال. وأنهم يكسبون من ذلك الكثير حيث يتراوح دخلهم الشهري من تلك الكتابة أكثر من 18 ألف ريال في الشهر. مخالفة مرورية رأى المستشار النفسي المهندس علي بن عبدالعزيز عبيد أن هذا السلوك دخيل على عادات وتقاليد المجتمع، وأضاف «من مسببات هذه الظاهرة الإحساس بالقصور والنقص في التواصل الاجتماعي توفر طرق متعددة للتواصل الاجتماعي بكثرة، البعد عن العادات والتقاليد، الاندفاعية والإهمال إلى جانب البحث عن إثبات الذات واستخدام الذكاء في غير مكانه، التمرد على قوانين المجتمع، إضافة إلى حب الظهور والتميز والاستطلاع والمغامرة»، مؤكدا على أن طرق التعامل مع هذه الظاهرة يتم بالإرشاد الديني والنفسي باستخدام اللغة المنطقية لنتمكن من إقناع وتغيير هذا السلوك. فيما أكد مصدر في المرور على أن الأنظمة تعاقب بمخالفة مرورية كل من يقوم بكتابة رقم البلاك بيري على سيارته أو ما يماثلها من ممارسات وسلوكيات.