وصف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع انطلاق اللقاء التشاوري للحوار الوطني أمس، ب «أنه غير مسبوق»، لافتاً إلى أن الاجتماع عقد لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة. واعتبر الشرع في كلمته الافتتاحية الملتقى ليس كغيره، راجيا أن يفضي إلى مؤتمر شامل يعلن فيه انتقال سورية إلى دولة تعددية ديمقراطية يحظى فيها جميع المواطنين بالمساواة ويشاركون في صياغة مستقبل بلدهم، مطالبا من الجميع التذكر بأن الحوار لا ينطلق في أجواء مريحة سواء بالداخل أو الخارج بل ينتابها الشك والريبة وتخفي قدرا لا يستهان به من الرفض والقلق. وقال: «الحوار ليس منة من أحد على أحد ولا يمكن اعتباره تنازلا من الحكومة للشعب بل واجب على كل مواطن عندما ننطلق من الإيمان أن الشعب هو مصدر السلطات»، مؤملا بوفاء الأسد بما وعد به من التطبيق الكامل للقوانين التي لم تسمح الظروف أن تدخل حيز التنفيذ لا سيما رفع حالة الطوارئ الكفيل بنقل سورية إلى مرحلة جديدة متقدمة».وأضاف الشرع في المؤتمر الذي غابت عنه المعارضة وشاركت فيه شخصيات تمثل قوى سياسية حزبية ومستقلة وأكاديميين: «المظاهرات غير المرخصة تؤدي إلى عنف غير مبرر ينجم عنه سقوط الشهداء من المدنيين والعسكريين، كما أنه من السهل إثارة الغرائز المذهبية والعرقية وعرضها تحت المجهر لإدخال الرعب في نفوس الكبار قبل الصغار غير أن الحوار الوطني الذي لا رجعة عنه هو أكثر انسجاما مع تاريخ سورية». وكان اللقاء انطلق أمس بالتزامن مع استدعاء وزارة الخارجية السورية سفيري الولاياتالمتحدة وفرنسا وأبلغتهما احتجاجا شديدا بشأن زيارتيهما لمدينة حماة دون الحصول على موافقة الوزارة، بينما أدانت الخارجية الإيرانية أمس التدخل الأمريكي بالشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة، واصفة زيارة السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد الأخيرة إلى حماة بأنها تجاوز للأعراف الدبلوماسية الدولية. إلى ذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس، مرسوما قضي بتعيين أنس عبدالرزاق الناعم محافظاً لحماة، بديلا عن الدكتور أحمد عبدالعزيز الذي أقيل من منصبه بداية الشهر الجاري.