تشعرني نسب الطلاق المرتفعة بأننا لم نعد نفهم الأسس الحقيقية للعلاقة الزوجية المعاصرة، أو نتعرف على أسباب ضعفها !! هل العلة في أحد طرفي العلاقة الزوجية ؟! أم في البيئة التي أنتجتهما تحت ضغط كل المؤثرات التي جعلت من التربية اليوم أصعب مهمة قد تواجه الوالدين ؟! الشيء الأكيد الذي لا يمكن عدم ملاحظته هو أن هناك هشاشة في شخصيات شباب و شابات هذا الجيل، تجعلهم أكثر قابلية للكسر و التهشم عندما ينتقلون من مرحلة الحياة المكفولة برعاية الوالدين إلى مرحلة الاستقلال بحياة اجتماعية يعتمد فيها النجاح على قدرة التواصل و فهم مبدأ الأخذ و العطاء، الحقوق و الواجبات، و إدراك أن العلاقة بين الزوجين لا تولد ناضجة و إنما هي أشبه بالبذرة التي يجب العناية بها حتى يخرج برعمها و تتفتح أوراقها و يشتد عودها !! لا أدري لماذا أصبح طلب الزوجة الشابة للطلاق اليوم أسهل من طلب وجبة سريعة، أو أصبحت الاستجابة لمثل هذا الطلب عند الزوج الشاب بسرعة التهام الوجبة السريعة ؟! لا أدري أين حصلت الانعطافة في المجتمع بين علاقة زوجية أكبر محرماتها طلب الطلاق، إلى علاقة زوجية أسهل ما فيها طلب الفراق ؟! يقال إن الانعطافة حصلت دون أن نشعر بها في مرحلة متوسطة؛ صنعتها المؤثرات العصرية التي هبت علينا بلا مقدمات، مع تقدم تقنيات و وسائل الاتصال و البث الفضائي المفتوح، و هي مرحلة أنتجت الأم الهشة غير القادرة على تثبيت أقدام ابنتها في علاقة ناجحة تحتاج للثبات في وجه الرياح الطارئة، بدلا من أن تطير بها أول هبة هواء، و الأب الهش الذي لم يتقن فهم المسؤوليات حتى يلقنها لابنه و ينظر من خلالها إلى حقيقة الحياة و كيفية الإبحار فيها و مواجهة أمواجها المتلاطمة !! السؤال الأهم أين سنكون غدا؟ و من هي زوجة المستقبل؟ إذا كانت نتاج زوجة اليوم، و ماذا سيكون زوج الغد إذا كان قدوته زوج اليوم ؟! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة