غيب الموت البارحة الأولى نجمة الغناء اللبنانية سعاد محمد بعد معاناة مع مرض القلب استمرت طويلا ، فضلا عن خضوعها لعملية في المخ عام 2001. وأكد مصدر بنقابة المهن التمثيلية في مصر أن سعاد توفيت في منزلها في القاهرة. وسعاد ولدت لأب مصري في لبنان في يوم الحب 14 فبراير شباط 1926 وبدأ مشوارها الفني بأداء الموشحات في إذاعة دمشق وتعهدها هناك الفنان السوري الكبير والراحل محمد محسن وبدأ تألقها في القاهرة حيث لحن لها موسيقيون بارزون منهم محمد القصبجي وزكريا أحمد ورياض السنباطي. وفاة سعاد جاءت بعد رحلة حياة وإبداع طويلة بلغت 85 عاما بدأتها في لبنان حيث تزوجت وهي فتاة يافعة من الشاعر والصحافي ومكتشف موهبتها في الغناء اللبناني محمد علي فتوح الذي أنجبت له 6 أبناء من بينهم المطربة نهاد فتوح، واستمر زواجهما 15 عاما وبعدها انفصلت عن فتوح لتتزوج من المهندس المصري محمد بيبرس ورزقا 4 أبناء وبعد الانفصال تزوجت من لبناني لم ترزق منه بأبناء ثم عاشت في دمشق لتبدأ مرحلة جديدة مع الموشحات في إذاعة دمشق ثم انتقلت إلى حلب الشهباء المعروفة بأنها عنوان الطرب في ذلك الزمن ومدينة الفن والغناء وحازت على الإعجاب. وسعاد محمد نالت لقب صاحبة الصوت الذهبي لامتلاك هذا الصوت مساحة صوتية تقدر ب «أوكتافين» أما تعريف الأوكتاف فهو سلم موسيقي كامل «سبع درجات صوتية .. أي الحروف الموسيقية السبعة» صول، لا، سي، دو، ري، مي، فا». ورصيدها الغنائي يصل إلى 3000 أغنية كان أشهرها «أوعدك، وحشتني التي اعتاد المطرب السوري نور مهنا غناءها حتى أنها كانت واحدة من أسباب شهرته وانتشاره، والله عرفت تحب ياقلبي، إذا الشعب يوما أراد الحياة وغيرها وقصيدة انتظار لإبراهيم ناجي ورياض السنباطي وأغنية يا حبيبي يارسول الله، كم ناشد المختار ربه، يارب، يارسول الله يا محمد، رويدكم رويدكم، ياحبيبتي يا غالية، هاتوا الورق والقلم ياللي وحشتوني، مين فكرك». وقامت الراحلة ببطولة فيلم «فتاة من فلسطين» عام 1948 وهو أول فيلم يتم إنتاجه عن القضية الفلسطينية وقام ببطولته وأخرجه المصري محمود ذو الفقار (1912-1970) ثم شاركت في بطولة فيلم «أنا وحدي» عام 1952. ولم تشارك الراحلة بالتمثيل في أفلام مصرية أخرى لكنها قامت بأداء أغنيات فيلم «الشيماء» أخت الرسول (صلى الله عليه وسلم) عام 1972. وكانت عضوا بنقابة الموسيقيين المصرية. وفاة سعاد محمد التي دفنت بمقابر الأسرة في القاهرة أمس الثلاثاء كانت إثر معاناتها مع المرض. وقال نقاد إنها أجمل صوت نسائي سمعوه .. وتعهد هذا الصوت الملحن محمد محسن، ومن ثم سافرت إلى القاهرة، حيث شاركت بفيلم «فتاة من فلسطين»، ثم أسندت إليها بطولة فيلمها الثاني «أنا وحدي» من إخراج هنري بركات وشاركها البطولة ماجدة ونور الدمرداش وصلاح نظمي وقدمت فيه أشهر أغانيها فتح الهوا الشباك، بعد ذلك لم تمثل واكتفت بالغناء في الإذاعة كأغنيات فردية أو في برامج إذاعية، وقد قدمت الكثير من هذه البرامج، واكتفت من السينما بتقديم أغنيات مدبلجة لبطلات أخريات مثل أغانيها في فيلم «الشيماء أخت الرسول» سنة 1972 وفيلم «بمبة كشر». يذكر أن الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) تكفل عام 2001 بعلاج سعاد محمد.