دعا الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبد الله السماري جميع الباحثين والباحثات إلى التعاون مع الدارة والتضافر مع جهودها في المرحلة الجديدة المقبلة؛ للوصول إلى عمل مؤسساتي منظم يمنع الازدواجية ويزاوج بين الجهود المتماثلة المشتتة بين مؤسساتها البحثية في مناطق المملكة. وأوضح السماري بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيس الدارة الذي يوافق غدا الخامس من شهر شعبان، «إذ أهنئ الجميع بهذه المناسبة التاريخية في عمر دارة الملك عبدالعزيز، فإنه من الواجب علينا في الدارة أن نرفع الشكر والعرفان المقرونة بالولاء والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على ما يلقاه التاريخ الوطني بصفة عامة من عناية كبيرة لاستجلاء مزيد من القيم السامية في تأسيس المملكة القائم على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة والممزوج بالأخذ بمظاهر الدولة الحديثة ومواصفاتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وعلى ما تلقاه دارة الملك عبد العزيز من دعم متواصل لتأخذ بأهدافها سواء ضمن المشهد الثقافي أو ضمن سياقها الخاص بالمحافظة على مصادر تاريخ المملكة وتراثها ومآثرها العلمية منذ إنشائها قبل ما يقارب ثلاثة قرون، كما نرفع الشكر والتقدير إلى سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي قدم ويقدم الدعم المادي والمعنوي لمساندة الدارة في مهمتها الوطنية والتاريخية والعلمية، والشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية على دعمه المستمر لمسيرة الدارة للوصول باستراتيجيتها إلى التحقق على أرض الواقع. وزاد السماري: «العرفان والتقدير إلى أمير الإنجاز وأمير التاريخ والمؤرخين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ورئيس مجلس إدارة الدارة على الدعم الحثيث والمتابعة الدائمة والتوجيه المتواصل لكل مشروعات الدارة وتطلعاتها المستقبلية وأنشطتها الحالية وأفكارها الجديدة. وقال السماري: «الدارة وصلت منذ رئاسة الأميرسلمان لها إلى ذروة عطائها وقمة نشاطها بتوجيهاته ومتابعته المتواصلة لكل ما من شأنه إتاحة المساحة لها لخدمة التاريخ الوطني الذي هو جزء مهم من تاريخ الجزيرة العربية والتاريخ الإسلامي والعربي، ووصلت تحت رعايته واهتمامه إلى أرقام كبيرة في إنجازاتها سواء في مجال النشر الذي تجاوز 300 إصدار أو في مجال المحافظة على المصادر التاريخية التي تجاوزت 4 ملايين وثيقة، وثلاثة آلاف مخطوط محلي، وخمسة آلاف تسجيل شفهي أو في عدد الاتفاقيات العلمية مع المراكز البحثية المماثلة أو في عدد العضوية مع الجمعيات العربية والعالمية ذات الاهتمام أو في نسبة القرارات المنفذة وفي وقت قياسي وبنوعية تحقق أقصى المعايير العلمية ما جعلها محل ثقة الأوساط العلمية في داخل المملكة وخارجها، وجعل منها ملتقى للأفكار والأعمال التي تخدم التاريخ ومآثره المعرفية في ظل توجيهاته المستمرة والحكيمة». وعدّ الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز قرار خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله بالموافقة على تولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئاسة مجلس إدارة الدارة قرارا تاريخيا ومفصليا في مسيرة الدارة أدى إلى فتح أبواب الدارة للجميع وحقق النوعية والشمولية في كل نشاطاتها المنبرية والميدانية والبحثية، فهو مؤرخ الدولة السعودية وعاشق التاريخ بوعيه العميق ورؤيته الثاقبة». وقال السماري للباحثين والباحثات «من لديه مشروعات علمية أو تطلعات بحثية أو اقتراحات غيورة على التاريخ الوطني التواصل مع مشروعات الدارة وأنشطتها والإسهام في حراكها العلمي الذي يشهد أزهى فتراته لخلق عمل مؤسساتي مقنن يتميز بالتخطيط الدقيق، ويمنع ازدواجية العمل وفردانية الرؤية ويعزز الشمولية والتنوع ويقتصد في الوقت والجهد»، وأضاف «الدارة أصبحت منارة يؤمها الباحثون من كل العالم بعدما سخرت التجارب العالمية والتقنية الحديثة في خدمة المصادر التاريخية إن كان حفظا أو ترميما أو تهيئة أو دراسة وتحقيقا، وبعدما تبنت أفكارا جديدة ما كانت لتنفذ وتنشر بصورة واسعة لولا دعم رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز». وعد السماري تطور الدارة التي تحمل اسم الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة مفخرة للجميع، لاسيما مع توسيع دائرة خدماتها للمصادر التاريخية سواء بالترميم أو الجمع أو الحفظ ما أتاح لها بناء شراكة علمية ووطنية مع ملاك المصادر التاريخية المختلفة حتى أصبحت في مقدمة المؤسسات الثقافية في المملكة المعنية بالتاريخ الوطني وتاريخ الجزيرة العربية، وقال: «تعد شراكات التعاون مع الجهات البحثية والعلمية دعمت بكثير من الأنشطة التي تهم الهاجس الأكاديمي والاهتمام العام بالتاريخ من قبل المواطنين، وما مركز التاريخ الرقمي السعودي في الدارة بدعم من وزارة التعليم العالي إلا رؤية مستقبلية لعمل الدارة يتواكب مع الاتجاه الحديث في إدارة الوثائق والمخطوطات وعرضها للجميع بصورة تفاعلية تحقق الممازجة بين الصورة بنوعيها المتحركة والثابتة والكلمة المدونة، ما يعني استبدال الزيارة المكانية للباحث والباحثة للدارة بالزيارة الإلكترونية السريعة وغير المكلفة». وحرض الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الباحثين والمهتمين والمتخصصين والمعنيين إلى اغتنام الفرص التي تتيحها الدارة من خلال مناشطها المختلفة مثل جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، والندوات الملكية، وموسوعة الحج والحرمين الشريفين، وأطلس السيرة النبوية والموسوعة التاريخية للمملكة، والمشروع الوطني لتوثيق تاريخ الحياة الاجتماعية والثقافية في المملكة، ومركز تاريخ مكةالمكرمة ومركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة، والموسوعة العلمية الشاملة لأسماء الأماكن في المملكة، ومشروع التوثيق الشفهي والصور والأفلام التاريخية، ومشروع الوثائق التاريخية والمخطوطات المحلية وغيرها من المشروعات التي تتبنى منهجية علمية دقيقة تكون المعلومة الموثوقة ضالتها وهدفها، وأيضا نتيجة نهائية لأنشطتها.