تشهد الكليات الحكومية والأهلية التي يزيد عددها على 120 كلية نسبة إقبال كبيرمن خريجي الثانوية العامة أملا في التوظيف، وسط تأكيدات بضمان المستقبل الوظيفي للخريجين حاملي درجة البكالوريوس في التخصصات الصحية، فيما تعتري حملة الثانوية العامة المخاوف من مستقبل وظيفي غير مضمون ما بعد التخرج في الكليات الصحية؛ نتيجة لما يتردد عن ندرة وظائفها، وما شهدته الجهات الحكومية من تجمعات لخريجين سابقين بحثا عن هذه الوظائف. ورغم الإشكاليات التي صاحبت توظيف خريجي الكليات والمعاهد الصحية في الآونة الأخيرة، وما تلا ذلك من شروط قبول متعددة وصفها بعض الخريجين بالتعجيزية، تقابل الجهات المعنية هذه المخاوف بتطمينات وتأكيدات على ضمان المستقبل الوظيفي لحملة البكالوريوس من هيئة التخصصات الصحية، وربط التوظيف بالمتوفر من الوظائف حسب رأي الخدمة المدنية. «عكاظ» فتحت ملف القبول في الكليات الصحية للتعرف على آراء الخرجين حولها، حيث رد المسؤولون بما يطمئن هؤلاء على مستقبلهم الوظيفي، وقد أبدى الطالب جلال الروقي تخوفه من مستقبل الكليات الصحية بسبب ما يشاهده من شكاوى خريجين سابقين من تأخير التوظيف، وصعوبة اختبارات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، التي يقول الخريجون إنها صعبة للغاية وتتسبب في عرقلتهم عن التوظيف لعدم تطابقها مع ما درسوه في الكليات. ويشير الروقي إلى أنه التحق بكلية صحية أهلية بعد تغلبه على مخاوفه أملا في الحصول على وظيفة صحية وضمان مستقبله الوظيفي، وذلك بعد الإعلان عن التوسع في المجال الصحي وإنشاء المدن الصحية الجديدة التي تتطلب أعدادا كبيرة من حاملي البكالوريوس في التخصصات الصحية. إنهاء الإشكالات من جانبه، أكد الطالب محمد العتيبي أنه تجاوز هذه المخاوف والتحق بإحدى الكليات الصحية رغم ما سمعه من تأخير في التوظيف وصعوبة في اختبارات الهيئة السعودية للتخصصات، معربا عن أمله في أن تنتهي هذه الإشكاليات والصعوبات حتى يتسنى للخريجين خدمة وطنهم في المجال الصحي. شروط تعجيزية ومن وجهة نظر الطالب عيد عبدالله، أن شروط القبول في الكليات والمعاهد الصحية تمثل عائقا كبيرا للخريجين حيث تتطلب الحصول على نسب مرتفعة في الثانوية العامة والاختبار التحصيلي واختبار القدرات، إضافة إلى اختبار اللغة الإنجليزية الذي تعده هيئة التخصصات، وجميع هذه الأمور تعتبر صعبة على أعداد من الخريجين الباحثين عن مواصلة الدراسة في الكليات الصحية. تعميم الهيئة وجاء في تعميم الهيئة السعودية للتخصصات الصحية الموجهة للمعاهد الصحية الأهلية مؤخرا (حصلت «عكاظ» على صورة منه) أنه «نظرا لما توليه الهيئة السعودية للتخصصات الصحية من اهتمام بالغ بالمعاهد الصحية الأهلية، وحرصا منها على جودة مخرجات هذه المعاهد، والعمل على تطويرها وتحسينها، وبعد الاطلاع والعرض على مجلس الأمناء المنعقد في 27/5/1432ه في ما تقرر من معايير شروط القبول والتسجيل لطلاب وطالبات المعاهد الصحية الأهلية، فقد تمت الموافقة على الشروط التالية للقبول و التسجيل: أن يكون المتقدم أو المتقدمة ممن يحملون الجنسية السعودية أو ممن لديهم إقامة نظامية في المملكة. أن يكون المتقدم أو المتقدمة حاصلا على شهادة الثانوية العامة القسم العلمي أو الأدبي، أو نظام المقررات حسب طبيعة التخصص، وذلك بنسبة مئوية لا تقل عن 75 في المائة. أن يكون المتقدم أو المتقدمة لائقا طبيا للدراسة والعمل في المجال الصحي. أن يكون المتقدم أو المتقدمة حاصلا على نسبة مئوية لا تقل عن 60 في المائة في امتحان القدرات. أن يكون المتقدم أو المتقدمة حاصلا على نسبة مئوية لا تقل عن 55 في المائة في الامتحان التحصيلي للقسم العلمي. أن لا يكون قد مضى على اجتياز المتقدم أو المتقدمة في امتحان القدرات والامتحان التحصيلي أكثر من سنتين. اجتياز اختبار اللغة الإنجليزية الذي تعده الهيئة خلال السنة الأولى (السنة التحضيرية) كشرط للاستمرار بالدراسة في المعهد». وطلبت الهيئة في التعميم العمل بما أقر في مجلس الأمناء آنف الذكر والتقيد التام بما ورد فيه ليتم تطبيق شروط القبول والتسجيل لطلاب وطالبات المعاهد الصحية الأهلية، بدءا من الفصل الدراسي الأول من العام الهجري الجديد 1432/1433، كما طالبت إبلاغ منسوبي المعاهد الصحية الأهلية بذلك، ووضع صورة من التعميم في لوحة الإعلانات في كل معهد وعلى الموقع الإلكتروني. 90 % نسبة القبول إلى ذلك كشفت شروط القبول في عدد من الكليات الصحية الحكومية عن ضرورة حصول المتقدم على نسبة 90 في المائة في شهادة الثانوية العامة للالتحاق بكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والتمريض، فيما بينت جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية أنها بدأت في عمليات القبول بكلياتها هذا الأسبوع، وحددت عددا من الشروط أبرزها أن يكون المتقدم أو المتقدمة سعوديي الجنسية وأن لا يكون مضى على حصولهما على شهادة الثانوية العامة أكثر من خمس سنوات بالنسبة لكليات التمريض، وضرورة أن يكونوا من خريجي هذا العام بالنسبة لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، واشترطت الجامعة ألا يقل معدل المتقدم في الثانوية العامة عن 90 في المائة مع الحصول على نتيجة اختبار القدرات والاختبار التحصيلي الخاص بالكليات الصحية، وشددت على ضرورة أن يجتاز المقابلة الشخصية والكشف الطبي مع تعبئة طلب الالتحاق عبر موقع الجامعة للقبول والتسجيل، مؤكدة أن القبول يتم حسب المفاضلة المبنية على الدرجة المكافئة وتوفر المقاعد. أربعة أضعاف إلى ذلك، كشف مدير جامعة الملك سعود للعلوم الصحية والمدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي في مؤتمر عقد أخيرا عن ارتفاع عدد الكليات الصحية بنسبة وصلت إلى 400 في المائة خلال خمس سنوات، لافتا إلى أن التعليم العالي بشكل عام والتعليم الطبي الصحي يشهد نموا كبيرا، وارتفاع عدد الكليات الطبية والصحية خلال الخمس سنوات الماضية من 30 كلية إلى أكثر من 120 كلية تشمل الطب، والعلوم الطبية التطبيقية، والتمريض، والصيدلة، وطب الأسنان، والصحة العامة وغيرها من الكليات. الخدمة المدنية ومن جانب آخر، أوضح المتحدث الرسمي في وزارة الخدمة المدنية عبدالعزيز الخنين أن توظيف خريجي الكليات الصحية مرتبط بالوظائف المتوفرة عند تخرجهم حسب الطلب للتخصصات التي يحملها الخريجون ومدى توفر الوظائف حينها. هيئة التخصصات وقال المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للتخصصات الصحية عبدالله الزهيان أن الهيئة تنادي بالتوسع في الكليات الصحية لحاجة الوطن للكوادر الصحية، مؤكدا أن مستقبل خريجي الكليات الصحية حاملي البكالوريوس مضمون، وأن أمر توظيفهم محسوم نظرا للتوسع الصحي الكبير في المملكة بالإعلان عن إنشاء خمس مدن طبية جديدة. وحول ما يتردد من أن اختبارات الهيئة تقف عائقا أمام توظيف الخريجين، نفى الزهيان هذه الادعاءات، مضيفا أنه لا صحة لذلك، بل إن الهيئة تساند وتشجع الخريجين، فيما تأتي عملية الاختبار والتصنيف لضمان تأهيل وقدرة الممارس الصحي على مزاولة المهن الصحية للحفاظ على سلامة الجميع، ذلك أن وجود أي خلل في الممارسة المهنية ينطوي على خطر يهدد صحة الإنسان.