في ظل الإقبال الذي تشهده المواقع السياحية في عسير مع انطلاقة المهرجانات الصيفية التي تنتظم بمعظم المناطق في المملكة، يتسابق المصطافون في عسير فيما يشبه «الماراثون السياحي» لحجز أماكن لهم ولعائلاتهم على ضفاف السدود التي تزخر بها منطقة عسير، حتى يتمكنوا من الاستمتاع بالمناظر الطبيعية والأجواء الساحرة هناك قبل أن يشتد عليها الزحام من قبل الزوار والمصطافين الذين يتدفقون على المنطقة. وهذا ما أكده الزائر أحمد طالع القادم من منطقة الشرقية عندما قال «نحاول حجز مواقعنا قبل أن يزدحم الموقع بالمصطافين، ومنذ يومين ونحن متواجدون هنا، ولا نريد أن تفوتنا هذه الأجواء الساحرة في المنطقة، خاصة مع زخات المطر والضباب، فيما نحرص يوميا على متابعة عروض الضوء والصوت»، ممتدحا التنظيم وحسن الاسقبال وتوفر المتطلبات اليومية وسهولة التنقل بين المنتزهات والمواقع السياحية في المنطقة. وأوضح المصطاف علي سالم القحطاني القادم من دولة قطر الشقيقة أنه متواجد منذ نحو أسبوع في المنطقة، مشيدا بالتنظيم والأجواء الجميلة، قائلا: أتينا منذ العصر حتى نستمتع بالطبيعة الخلابة والمناطق الجميلة على ضفاف السد، وأنتظر موعد الألعاب النارية حتى يفرح بها الجميع، معربا عن شكره على حسن الأداء والتنظيم. أما أبو نايف أحد المصطافين القادمين من مدينة الرياض فيحرص دائما وفي كل عام على زيارة منطقة عسير والاستمتاع بطقسها الجميل والتنزه في ربوعها وحضور مهرجاناتها، وحرصه على ارتياد سدودها والتنزه حول ضفافها؛ لما تتوافر من طبيعة خلابة وهدوء بعيدا عن الضوضاء والزحام في المدينة، مطالبا بالاهتمام بها وجعلها موقعا لاستقطاب أكبر عدد من المصطافين والتعريف بها وبجمال مناظرها مع توفير الخدمات. وأشار المصطاف أحمد عسيري أن سد تندحه (شرق خميس مشيط) يضاهي أجمل البحيرات التي يحرص المصطافون خارج المملكة على زيارتها، فهو بحيرة عملاقة تحتضن العائلات والأسر، مضيفا «نحن هنا منذ بداية اليوم للاستمتاع بهذه الأجواء الرائعة، وقد حرصت على المجئ إلى هنا بعد أن سمعت عن السد من أحد أقاربي. سدود عسير ويحكي واقع الحال أن منطقة عسير تزخر بالعديد من السدود لكثرة الأمطار بها طوال العام ولطبيعتها الجغرافية، حيث يحرص المصطافون وزوار المنطقة على التنزه حول ضفافها والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والمياه وأجوائها الساحرة، ما جعل المصطافين يتكدسون حوله وعلى الحزام الدائري للمدينة لانتظار انطلاق الألعاب النارية والتى تنطلق كل ليلة في صيف «أبها يجمعنا»، بعد توجيه أمير منطقة عسير أن تكون عروض الضوء والصوت كل ليلة حتى نهاية المهرجان، حيث ترسم الألعاب النارية في سماء السد وعلى سطح مياهه أجمل الصور التعبيرية والمناظر التي يفرح بها الجميع . كما يحرص المصطافون على التنزه حول ضفاف السد والذي يعد واحدا من أكبر السدود في المنطقة، حيث تحتشد الأسر منذ وقت مبكر لحجز أماكن قريبة من السد وقضاء اليوم خصوصا أن السد يمتد في مواقع كبيرة وبه كميات من مياه الأمطار التي شهدتها المنطقة وتشهدها في الوقت الحالي. ويحرص المصطافون أيضا على زيارة عدد آخر من السدود في المنطقة، مثل سد عشران والفيض على طريق السدود والمكوث فيه، ومن ثم مواصلة رحلتهم إلى منتزه السودة. ومن أشهر السدود في منطقة عسير التي يرتادها الزوار بكثافة سد أبها.