هذا السؤال أساسه خبر نشرته صحيفة المدينة في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي (24 رجب) يقول عنوانه الرئيسي: «العالي» تستوعب 306 آلاف ب24 جامعة، و«التقني» جاهز ل60 ألف طالب وطالبة، [وذلك يعني 366 ألفا]. ومن ثم فإن السؤال العملي هو: هل تتوفر مجالات عمل حكومية أو أهلية لاستيعاب هذه الأعداد التي سوف تنخرط في هذه المجالات بعد التخرج؟ أو لنقل: هل أتيحت معلومات كافية لهؤلاء البنين والبنات عن إمكانية أن يجد كل واحد من هؤلاء مجالا يستوعبه ليخدم وطنه، ويغني احتياجاته؟ السؤال صعب، لكن المهم أن نحاول بقدر الإمكان ، حصر المجالات العلمية التي سوف تستوعب الخريجين، ونجدد تحركاتها بالزيادة أو النقص. إن المشكلة التي نواجهها أساسها أن الشباب طموح، ويريد كل واحد منهم أن يحمل شهادة جامعية ترفع من مكانته أمام نفسه وأمام والديه وأمام زملائه وأمام المجتمع. هل هذا هو الهدف من الدراسة، أم أن الهدف تأهيل الذات بصرف النظر عن المصير الوظيفي الذي سيجده الخريج، أم أن المجالات العملية متروكة تترقب من سوف يتسلقها بعد تخرجه بصرف النظر عن متطلباتها؟ أظن أن طالب الجامعة لن يبذل مجهودا مناسبا ما لم يعرف أن أمامه نافذة من خلالها يحقق مكانة علمية أولا، ثم مجالا علميا يجعله يحقق أهداف أهله ومحبيه، وبواسطته يخدم وطنه. الذي أتمناه وكثيرون غيري أن توجد معلومات دقيقة أو شبه دقيقة عن احتياج سوق العمل الأهلي والحكومي في عام الالتحاق بالجامعة وما سوف ينتهي إليه الوضع بعد سنوات التخرج، وفي ضوء ذلك يكون الشباب يعلمون مقدما ماذا ينتظرهم حتى وإن كانوا غير ذوي حاجة إلى الوظيفة في ذلك الوقت (وقت التخرج)، استعدادا لما قد يجد لهم من ظروف وطموحات لاحقة. لقد عانى الشباب في بلادنا العزيزة في الأزمنة السابقة وإلى الآن من عدم القدرة على قياس العائد للواحد منهم مما درسه في الجامعة دون استيعاب أسلوب المواءمة بين ما درسوه وما يتطلبه سوق العمل، إذ إن سوق العمل هو المحرك الأساس لتحقيق أهداف الوطن والمواطن. فمجالات العمل كثيرة التعدد، إلا أن قدرتها على استيعاب الخريجين تحتاج إلى دراسة متجددة. جزى الله العاملين في هذا البلد الطموح خيرا على جهودهم التطويرية المتسارعة، بارك الله في أعمارهم وأعمالهم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة