أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة أنعام القابضة المهندس حسان يماني أن الإدارة الحالية للشركة استفادت من أخطاء الإدارات السابقة واعتمدت الشفافية منهجا لكافة تعاملاتها. وقال في حديث ل «عكاظ» إن البداية كانت من قرار اتخذته الإدارة الحالية بالتخلي عن النشاط الذي طالما لازم مسيرة الشركة والذي كان السبب الأساسي في خسارتها لعدم خبرة الإدارات السابقة به وهو تجارة المواشي الحية. وتطرق يماني إلى تجربة الشركة في التحول من الخسارة إلى الربحية وتوجهها إلى زيادة رأس المال بهدف دعم القطاع الغذائي وقطاع النقل وبناء مستودعات في مختلف المناطق. «عكاظ» التقت يماني في مكتبه بمقر الشركة، وكان حوارنا معه عن تجربته ونجاحه في قيادة الشركة في مرحلة من أصعب المراحل في تاريخها. وكان الحوار: • كيف تصف الشركة الآن بعد الظروف السابقة التي مرت بها والدروس المستفادة؟ الشركة مرت بمراحل متعددة في تاريخها، بداية من مرحلة ما قبل الاندماج ومرحلة ما بعد الاندماج ومرحلة السقوط الشديد ومن ثم مرحلة العودة والنمو. كان رأسمال الشركة المدفوع للمجموعة مليارا ومائتي ألف ريال، لكن بعد الخسائر المتراكمة التي تعرضت لها الشركة في الماضي أفصح سمو الأمير مشعل عن تخفيض رأس المال إلى 109 ملايين ريال مدفوعة بالكامل ومستغلة بالكامل في الأنشطة، وهذه خطوة جريئة وشجاعة تحسب لسمو الأمير مشعل لحنكته وبعد نظره. المحصلة للفترة الماضية كانت مهمة أعطتنا دروسا، وعندما استلم الأمير مشعل بن عبدالله بن تركي رئاسة المجلس كانت لديه دروس من الخبرة الماضية من الواجب أن يعملها. فالدرس الأول كان بناء قاعدة قوية في الشركة في الإدارة والأنظمة وغيرها ولم تكن موجودة في المرحلة السابقة وهي أهم الدروس التي استفدنا منها من المرحلة السابقة. الدرس الثاني هو أن الشركة كانت في الماضي تضع بيضها في سلة واحدة، لذلك بدأنا نستفيد من دروس تنويع مصادر الدخل وتطويرها. والدرس الثالث هو الشفافية في العمل، حيث إن المساءلة تفرض على أكبر مسؤول في الشركة إلى أصغر موظف فيها. ولذلك فقد تم رسم ما يسمى بخارطة الطريق لمستقبل الشركة، وهي تتكون من عدة قواعد رئيسية ومنها الاستثمار في قطاعات تتوافر فيها فرص نمو كبير وعوائد مجزية عن طريق إدارة فعالة تركز على تحقيق قيمة مضافة للمساهمين والشركاء والموظفين والمجتمع، وأن تصبح أفضل وأنجح شركة مساهمة تتميز بخبراتها الاستثمارية وقدراتها التنفيذية وإمكاناتها على التطوير. ومن أهم مبادئ الشركة الأخلاقيات والنزاهة والتعامل بمبدأ الشفافية الكامل والحفاظ على سمعة الشركة في تعاملنا والالتزام بواجباتنا مع أصحاب المصلحة ومع بعضنا البعض. بداية التصحيح • كيف كانت بداية التصحيح؟ مرت حركة التصحيح بعدة مراحل، تمثلت الأولى منها في إيقاف النزيف، فأعدنا هيكلة الشركة داخليا بالكامل بضخ دماء جديدة من الشباب السعوديين الذين هم على قدر عال من الكفاءة العملية في جميع المجالات. وكانت المرحلة الثانية خلق نمو فعلي في الشركة، وتتمثل المرحلة الثالثة في زيادة رأس المال على مراحل وعدة مرات، وهذه المرحلة الأهم، حيث كان في الماضي للشركة قضايا شائكة مع الملاك القدامى والدولة كالجمارك ومصلحة الزكاة والدخل، ولكن تمكنا من حل كل الإشكالات بشكل جذري. كانت توجيهات الأمير مشعل بأن يكون موقفنا سليما تماما، حيث إننا لن نستطيع أن نأخذ موافقة هيئة سوق المال بدون تصحيح وضع الشركة وعمل نقلة نوعية فيها للحصول على موافقة الهيئة لزيادة رأس المال. • ما هو نشاط الشركة حاليا وكم يقدر حجم الاستثمارات فيها؟ لدى الشركة نشاطان أساسيان. نشاطنا الأول والأساسي هو النشاط الغذائي، حيث تمتلك الشركة ثلاجات مبردة في كل من جدةوالرياض، ونستورد اللحوم والأسماك المجمدة وكذلك الخضار والفاكهة. النشاط الثاني للشركة في المجال الزراعي، ونمتلك ما مساحته 100 مليون متر مربع في منطقة بسيطة في الجوف، حيث كان هذا المشروع في الماضي مهملا وغير مفعل، والآن نحن نحاول استغلال هذه المساحة لتفعيل النشاط الزراعي وتنميته بشكل يتناسب مع متطلبات واحتياجات السوق المحلية للمواد الغذائية التي تتنامى يوما بعد يوم. ومبيعاتنا في القطاع الغذائي في عام 2009 كانت بنحو 46 مليون ريال، ولذلك وضعنا برنامجا لزيادة تلك المبيعات إلى 500 مليون ريال في ثلاث سنوات وكان ذلك يمثل تحديا لنا، وفعلا في 2010 نمت مبيعاتنا من 46 مليون إلى 126.5 مليون ريال، وفي 2011 نتوقع أن نصل إلى 250 مليون ريال. وبدأنا في وضع دراسات وخطط عملية في الشركة بشكل فعلي وسليم لمدد تتراوح بين 3 و5 و10 سنوات لتحقيق أهدافنا الأساسية. وفي المرحلة الحالية بدأنا في تنفيذ ثلاث مراحل أساسية، أولها إيقاف النزيف، والثانية تنمية الشركة بطريقة فعلية، والثالثة زيادة رأسمال الشركة وإعادة أكبر قدر ممكن من خسائر المساهمين والذي قد يستغرق فترة ما بين ثلاث إلى خمس سنوات. فعندما استلمت إدارة الشركة الخسائر تقدر بنحو 8 ملايين ريال، وفي عام 2010 حققنا 11 مليون ريال أرباحا. وبذلك أصبحت لدينا نقلة نوعية وقطاعات متكاملة وأصبحت الشركة تنمو، حيث بدأنا في التركيز على نشاط التجزئة ولدينا سيارات 4 طن و8 طن تجوب أنحاء المملكة لتوزيع منتجاتنا، ونفتخر بأن كل شاحناتنا التي تجوب منطقة الجنوب طاقمها من مندوبي المبيعات السعوديين بالكامل، وسنحاول أن نزيد نسبة السعودة تدريجيا في الشركة على المدى القريب. • ما هو رأس المال المتوقع زيادته ومتى سيتم تقديم الطلب إلى هيئة سوق المال؟ أعلنا رسميا أن الشركة تهدف إلى زيادة رأس المال إلى 80 مليون ريال سوف توجه بالكامل إلى الاستثمار في القطاع الغذائي. وقد عينا مجموعة الدخيل مستشارا ماليا للاكتتاب والطرح وإعداد تقارير وإعداد الدراسات المالية والخطط للشركة، ومن ثم يمكن لنا التقدم لهيئة سوق المال بطلب رسمي. ونحن بهذه الخطوة نسعى إلى كشف كل أوراق ومستندات الشركة، حيث إن توجهنا الأساسي هو المصداقية والشفافية في تعاملاتنا مع الجميع. ونتوقع أن نتقدم بطلبنا الرسمي لهيئة سوق المال في بداية شهر يوليو المقبل، ومن ثم نبدأ في مرحلة الزيادة الفعلية لرأس المال وضخ مبلغ 80 مليون ريال في الربع الرابع من السنة الحالية لنرفع رأس المال إلى 200 مليون ريال. الأهداف الاستراتيجية • ما هي الأهداف الاستراتيجية للشركة في المرحلة الحالية والمستقبلية؟ الحمد لله بدأت ثقة المساهمين تعود للشركة وذلك من خلال الأرباح الفعلية التي حققناها بالقفز من 46 مليون إلى 250 مليون خلال سنتين فذلك يدل على أن الشركة تسير في الطريق الصحيح وذلك من خلال الرؤية والقيم التي حددنا فيها نواحي وقنوات الاستثمارات للشركة وتكوين كيان قوي بمعنى الكلمة يرتكز على قاعدة صلبة من المشاريع والشركات الناجحة وتحويل سهم أنعام من سهم مضارب إلى سهم تملك وذلك من خلال تحقيق أرباح أكثر من جيدة سنويا لمساهمي أنعام. وهناك خطط مستقبلية تهدف إلى تنويع مصادر الدخل عن طريق الاستثمار العقاري وإنشاء محفظة عقارية للشركة من خلال بناء مستودعات مبردة ومستودعات جافة ومكاتب وتأجيرها للغير. والاستثمار الزراعي من خلال استغلال الأراضي الزراعية المملوكة للشركة في الزراعة من خلال إنشاء بيوت محمية زراعية وهذه لها مزايا عدة وهي قلة استهلاك المياه وإنتاج زراعي على مدار السنة. وهناك تفكير مستقبلي جدي بإنتاج زيت الزيتون في منطقة الجوف. وأيضا هناك دراسات أعددناها لإنشاء مزرعة دواجن ومسالخ نموذجية لإنتاج دجاج مبرد خاص بشركة أنعام بشراكة مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة لتقديم الدعم الفني لنا بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 300 مليون ريال ونحن الآن نفاضل بين إنشاء المشروع في منطقة الجوف أو في منطقة الخرج، وعند الاتفاق على الموقع سنبدأ في إنشاء المشروع والذي سيرى النور بإذن الله في عام 2012م. هدفنا الاستراتيجي أن نصبح خلال 5 سنوات من أكبر 10 شركات في القطاع الغذائي في المملكة، وفي خلال السنوات العشر المقبلة سنصبح من أكبر 3 شركات في القطاع. التصويت الإلكتروني • كيف تصف تجربة التصويت عن بعد في اجتماع الجمعية العمومية الأخير؟ أصدقك القول إنها كانت تجربة ناجحة جدا ورائدة ونحن أول شركة في المملكة تطبق هذا النظام في التصويت في اجتماع الجمعية العمومية. ونتائجها كانت مرضية للجميع، حيث كان هدفنا من هذه التجربة أن يكون للناخب الحرية الخاصة للتصويت لمن يريد بعيدا عن تحكم وسيطرة أعضاء مجلس الإدارة. • في السابق كان استثمار الشركة في المواشي الحية .. هل ما زال هذا الاستثمار مجديا لكم؟ بصراحة تجارة المواشي الحية هي تجارة متخصصة ولها أفراد متخصصون في هذا المجال، ولكن الإدارات السابقة للشركة لم تكن لها الخبرة الكافية، حيث الخسائر كانت كبيرة، ولذلك قرر الأمير مشعل إيقاف التجارة في المواشي الحية وعدم فتح هذا المجال مجددا. • ما هي الخطوات التطويرية في الشركة بعد إقرار زيادة رأس المال؟ كما قلت في السابق إن المبلغ الذي سيضخ لزيادة رأس المال سيتم استثماره بالكامل في القطاع الغذائي، وسنركز بالتحديد على خلق قيمة إضافية للشركة، بمعنى أن جزءا من رأس المال سوف يصب في خانة تطوير قطاع النقل في الشركة من خلال شراء أسطول من سيارات النقل الضخمة والصغيرة، وجزءا آخر سوف يستثمر في بناء مستودعات مركزية مبردة في كل مدن المملكة. وكمرحلة أولية سنقوم ببناء مستودعات مركزية مبردة في كل من الرياض والدمام ومكة والمدينة وتبوك وخميس مشيط وجازان. وحاليا تمتلك الشركة في حدود 350 ألف متر مربع في منطقة الخمرة، حيث بدأنا في مشروع تطوير الموقع بالكامل، وبناء مستودعات مركزية مبردة سوف يكتمل المشروع في نهاية العام، إضافة إلى أن الشركة سوف تنتقل من مقرها الحالي إلى منطقة الخمرة. زد على ذلك أن الشركة تسعى من خلال هذا المشروع إلى استثمار عدد من المستودعات الزائدة عن حاجة الشركة وذلك بتأجيرها لشركات أخرى لتحقيق دخل ثابت للشركة وتنويع مصادر الدخل. أما الجزء المتبقي من رأس المال سيدعم زيادة المخزون الغذائي في الشركة لسد أي نقص في مستودعاتنا وتلبية المتطلبات الغذائية في جميع مناطق المملكة. والشركة تخطو نحو نقلة نوعية بكل ما تعنيه الكلمة سواء في الأنظمة والقوانين داخل الشركة وخارجها واهتمامها بتعاملاتها مع القطاعات الخاصة والحكومية. وأنا أفخر بهذه النقلة التي تسير فيها الشركة والطموحات التي نهدف إلى تحقيقها في المستقبل والتطلعات التي من شأنها بناء كيان قوي وقادر على تحقيق الهدف الذي نسعى إليه ويرضي عملاءنا ومساهمينا في المقام الأول.