دخلت قوات من الجيش السوري معززة بدبابات وناقلات جند أمس قرية الناجية المتاخمة للحدود التركية في ريف أدلب (شمال غرب) حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع، فيما تستعد شخصيات مستقلة لعقد لقاء تشاوري في دمشق اليوم تحت شعار «سورية للجميع في ظل دولة ديموقراطية مدنية». وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 18 شخصا عندما أطلق رجال الأمن النار عليهم أثناء مشاركتهم في «جمعة سقوط الشرعية» التي دعا ناشطون إلى التظاهر فيها ضد النظام السوري. وكانت حصيلة سابقة ذكرت أن عدد القتلى بلغ 15 شخصا. وواصلت قوات النظام حملات اعتقال واسعة في عدد من المدن السورية، حيث قامت البارحة الأولى باعتقال أكثر من 100 شخص بينهم 80 شخصا من قرية مارع (شمال). وشملت الحملات إلى جانب مارع كلا من اللاذقية، جبلة، وبانياس. من جهة ثانية، قتل أربعة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية أمس، اثنان منهم في بلدة القصير، واثنان آخران في بلدة الكسوة، وفق ما أفاد به رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، موضحا أن إطلاق النار استمر لفترة في بلدة القصير في محافظة حمص (وسط)، لافتا إلى أن البلدة الواقعة على الحدود اللبنانية السورية تشهد استنفارا لقوات الأمن منذ أمس الأول. كما سقط قتيلان آخران في بلدة الكسوة (ريف دمشق) خلال تشييع عدد من الضحايا الذين سقطوا في تظاهرات أمس الأول. ويشارك في اللقاء المزمع عقده اليوم عدد من الشخصيات المستقلة للتشاور حول الوضع الراهن في سورية وسبل الخروج من الأزمة. وقال صاحب المبادرة الكاتب والناشر المعارض لؤي حسين إن اللقاء الذي سيعقد في أحد فنادق دمشق سيناقش كيفية الانتقال إلى دولة ديموقراطية مدنية. بينما أشار الكاتب المعارض والمشارك في اللقاء فايز سارة إلى أن فكرته تتلخص في تشخيص الأزمة والانتقال إلى كيفية المساهمة في إيجاد حل لها. من جانبه، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي إن اللقاء الذي سيشارك فيه لن يكون ناطقا باسم أي تيار سياسي ولا باسم المحتجين في الشارع، لافتا إلى أن المشاركين لن يلتقوا مع السلطة لأن لهذا اللقاء شروطا. وأضاف أن كل مشارك سيطرح وجه نظره للخروج من الأزمة وسيتم إصدار بيان ختامي للمؤتمر الذي يستمر يوما واحدا فقط. واعتبر معارض سوري أن مجرد انعقاد المؤتمر (إذا سمحت السلطات السورية به) يعتبر خطوة إلى الطريق الديموقراطي في سورية.