أكد الامين القطري لحزب البعث في لبنان الوزير فايز شكر أن موقف الحكومة اللبنانية الجديدة الرافض للمحكمة الدولية ونزع سلاح حزب الله غير قابل للنقاش. وقال ان المطلوب من حكومة نجيب ميقاتي اقرار قانون انتخابي عادل يمثل جميع أطياف المجتمع . واعترف ضمنيا بوجود انقسامات في حزب البعث اللبناني بقوله إن «بلطجية تآمروا على الحزب وشوهوا صورته وطردناهم». وعبر عن تأييده للنظام السوري في تصديه لحركة الاحتجاجات مستبعدا حدوث انشقاق في صفوف الجيش السوري الذي وصفه بأنه عقائدي. وفي ما يلى ما دار في الحوار: • بداية كيف تقرأ تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي؟ كنا نتمنى ان تكون هذه الحكومة قد تشكلت منذ فترة من الزمن، لكن تعطيل فريق 14 آذار تسبب في تأخير التشكيل. وبعد كل ما حصل نعتبرها افضل الممكن. وبطبيعة الحال سيتضمن بيانها الوزاري التشديد على كونها حكومة شاملة لكل المسائل الاساسية مع الثوابت من البند الرئيسي والاساسي والمتعلق بالشعب والجيش والمقاومة، الى الاسراع في عدد من الاصلاحات. والمطلوب منها ان يكون على جدول اعمالها بند اساسي وهو اقرار قانون انتخابي عادل يمثل جميع اطياف المجتمع اللبناني كي نكون امام حالة ديمقراطية جديدة تؤكد التمثيل الحقيقي. • لا شك في أن أول محك يواجه حكومة ميقاتي هو الموقف الذي ستتخذه حيال المحكمة الدولية، فما هي مرئياتك في هذا الصدد؟ الموقف من المحكمة الدولية واضح، خاصة ان هذه الحكومة متجانسة وضمنها الفريق المستهدف من المحكمة الدولية، ولذلك فإن هذا الموضوع غير قابل للنقاش فنحن لم نكن ضد هذه المحكمة، شرط ان تكون محكمة عادلة، ولكن بعد ان انحرفت عن مسارها اصبح على كل لبناني حر ان يكون ضد استهدافات هذه المحكمة لأنها بالتالي تستهدف كل لبنان. • كيف ترى الوضع الداخلي اللبناني من موقعكم في قيادة حزب البعث؟ هناك مشروعان في لبنان؛ الأول مع المقاومة والآخر ضدها. والمقاومة رفعت شعارا واضحا وستعيد تأكيده في البيان الوزاري للحكومة وهو شعار الجيش والشعب والمقاومة. وهذا الشعار هو «خشبة الخلاص» للكيان اللبناني وأي تعديل في هذه الثابتة لا مصلحة فيه للبنان أواللبنانيين على الاطلاق. ذلك ان المقاومة في ظل الصراع العربي الاسرائيلي هي الضمانة الوحيدة للبنان والمنطقة، وبالتالي فإن هذا الموضوع غير قابل للنقاش علما بأنه تم طرح الاستراتيجية الدفاعية ودمج سلاح حزب الله في الجيش اللبناني على طاولة الحوار، الا ان هذه المعادلة غير قابلة للتنفيذ خاصة ان الجيش غير قادر على مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. • يلاحظ أن نظرية المؤامرة الخارجية تهيمن على اطروحاتكم، الا تبالغون في ذلك؟ هناك مشروع صهيوني واضح ضد العالم العربي وهدفه الاساسي هو الامساك بقبضة فولاذية لاستكمال ذلك المشروع. وبالتالي تتمنى إسرائيل ان تكون صورة المنطقة على شاكلة العراق مقسما ومفتتا لا استقرار فيه . وهذا ما نشاهده في سورية. ومن هذا المنطلق نؤكد ان ثوابت القيادة السورية لن تتغير . فالاحتجاجات بدأت بعنوان احتجاجات من اجل اصلاحات وهو العنوان الذي طرحه الفريق المتآمر مع مشروع الشرق الأوسط الجديد والمدعوم من الصهاينة. • بالعودة الى الاحداث في سورية، ما حقيقة حصول انقسامات داخل الجيش السوري؟ لا خوف على الاطلاق على وحدة الجيش السوري، فهو جيش عقائدي وهذا الرهان لن ينجح. فسورية تختلف كليا عن بقية الدول العربية وجميع ابناء المجتمع من القومية العربية الوطنية وهم مع القضية الرئيسية وهي الدفاع عن فلسطين. ومن هنا نرى «العصابات المتآمرة» من «الحاقدين والموتورين» وبالتالي فجميعهم «زنادقة» امام هذا السيل من البشر الموجود في سورية والمؤيدة لسورية الوطن بقيادة بشار الاسد. • كيف تقيم تداعيات أحداث سورية على الوضع في لبنان؟ لبنان في قلب سورية، وسورية في قلب كل لبناني حر وشريف لأن امن لبنان من امن سورية وهذا ما تدل عليه الاعراف والقوانين ومعاهدة الاخوة بين البلدين، وأيضا ما يؤكد عليه اتفاق الطائف الذي اكد على هذه المعاهدة. • يتردد الحديث كثيرا عن انشقاق داخل حزب البعث اللبناني، فما هي خلفياته؟ ليس هناك انقسام في حزب البعث، فالمسألة شخصية وليست حزبية ومن شوه الصورة وأعطاها وصفا على ان هناك انقساما هم مجموعة من الاشخاص لا قيمة لهم، ونحن قمنا بطردهم بعد ان تآمروا على الحزب. و قيادة الحزب على مدى خمس سنوات ظلت تعمل على اصلاح صورة حزب البعث بعد ان شوهها هؤلاء من خلال «البلطجة» والفساد على انواعه. وأنا اؤكد ان حزب البعث في لبنان هو حزب واحد موحد ولم تتأثر بهذا الحراك لا بنيته التنظيمية ولا العقائدية ولا الشعبية. • ما موقف سورية تجاه هذه المشاكل ؟ سورية لا تتدخل في حزب البعث في لبنان، فالمفاهيم تغيرت وهناك تعاط جديد مع كل القوى السياسية، فسورية تتعاطى مع حزب البعث في لبنان كأي حزب لبناني آخر وأصبحت بالتالي لهذا الحزب خصوصية تنظيمية.