كشف استبيان للرأي أجرته «عكاظ» عبر موقعها الإلكتروني عن رفض 71.4 في المائة من المشاركين عمل المرأة كمرشدة سياحية، فيما توزعت النسبة الباقية 28.6 في المائة بالتساوي بين القبول بالفكرة بدون قيود، في حين رأى آخرون أن يكون ذلك مرهونا بعملها مرشدة للنساء فقط. وقال عضو اللجنة الاستشارية لمنظمي الرحلات السياحية عبدالله الجهني إن نتيجة الاستفتاء طبيعية ومتوقعة لعدة اعتبارات من أبرزها تردد المجتمع أمام أي جديد والمخاوف من الاختلاط، معيدا إلى الذاكرة المعارك الكبيرة التي خاضها المجتمع في منتصف القرن الماضي من أجل السماح للفتيات بالتعليم. ورأى أن السياحة الوطنية تعاني من إشكاليات عدة من أبرزها ضعف الاهتمام بالآثار والمتاحف انطلاقا من رؤية تجذرت لسنوات طويلة في أعماق المجتمع ترى أن الاهتمام بالآثار التاريخية يمكن أن يؤدي إلى الإضرار بالعقيدة السليمة، لكنه استدرك مشيرا إلى أن هذه النظرة في طريقها إلى التغيير بعدما تبدل الكثير من قناعات أصحاب هذه الرؤى. وأضاف أن ضعف الاهتمام بالآثار سيظل واقعا لسنوات طويلة، مشيرا إلى أن السياحة ما زالت لدى غالبية السعوديين تتمثل في التسوق والتخفيضات وتغيير الإقامة من مدينة إلى أخرى للاستمتاع بأجواء مغايرة لتلك التي اعتادوا عليها. عملية متكاملة من جهته، قال عضو لجنة منظمي الرحلات السياحية أحمد مصطفى إن صناعة السياحة عملية متكاملة، والإرشاد السياحي عنصر مهم وفاعل لإبراز قيم الحضارة والتراث البشري على مر العصور. ودعا إلى تأسيس جمعية للإرشاد السياحي تتولى تنظيم هذه المهنة الوليدة، معربا عن أسفه الشديد لأن غالبية المهتمين بتراثنا هم من الخارج. وأشار إلى أن السعوديات يمكنهن العمل في إرشاد العائلات وطلاب وطالبات المدارس في المواقع والمتاحف الأثرية ولكن في إطار الضوابط الشرعية، معتبرا أن اقتحام المرأة هذا المجال يمكن أن يوفر عشرات من فرص العمل لخريجات أقسام التاريخ والآثار، وأن يعيد آثارنا إلى الوجهة الحضارية التي تستحقها بعد سنوات طويلة من الإهمال. وشدد على أهمية أن يقترن ذلك بحملة وطنية لتشجيع المرأة على العمل في الإرشاد السياحي، مبديا أسفه الشديد لما تعانيه غالبية متاحفنا الوطنية من إهمال وعزوف عن زيارتها، داعيا إلى إلزام المدارس بتنظيم رحلات شهرية لها للتعريف بها وبما تحتويه من كنوز أثرية وحضارية مهمة. تطوير مفهوم السياحة من جانبها قالت المرشدة فاطمة العلي إنها دخلت مجال الإرشاد السياحي عن قناعة تامة لشغفها المبكر بالتاريخ والآثار، مؤكدة اعتزازها وشعورها بالفخر وهي تضطلع بهذا الدور التنويري للتعريف بآثار المملكة مهد الحضارة والرسالة المحمدية. ودعت إلى تنظيم الإرشاد السياحي تحت مظلة واحدة، وإطلاق حملة للتعريف بالآثار، كما دعت إلى تطوير مفهوم المهرجانات السياحية في المناطق من خلال التركيز على الجزء المعرفي الذي يمثل أهمية كبرى للإنسان وألا تكون فعالياتها حكرا على المحاضرات الجافة والفنادق والشواطىء فقط. وأشارت إلى أن العمل في مجال الإرشاد ليس سهلا كما يعتقد البعض، مؤكدة على ضرورة أن يكون المرشد أو المرشدة ملما بكل التفاصيل التاريخية وانعكاساتها المختلفة.