القضية الحالية المتواجدة في ساحة بلدي جعلتني أتساءل لماذا التفكير فيها الآن قد ظهر وأصبح له أسماء لكن اسمه بدون نسب أو حسب.. وهل انتهت الأزمات في بلدي لتتربع المرأة خلف مقود السيارة بكل شموخ واستعلاء على عباد الله الذين فوق الأرض. رضي من رضي وغضب من غضب. هل ترغب أن تدوس عجلات سيارتها بشوارع بعضها مغلق للتحسينات، وبعضها مخدش ومحفر بين صعود ونزول ونتوءات. خاصة بعد سيول جدة الأخيرة. ما يجعل متعة القيادة جزءا من المعاناة والألم حتى مع الجنس الخشن. وهذه المعاناة طبيعي جدا أنها لا تتناسب مع البنية الجسدية للمرأة. والتي قد تجعل من عملية سير المرور في الشوارع عملية مؤلمة منرفزة ومضيعة للوقت والجهد. علما بأننا الآن نعاني من ازدحام وكثافة في السيارات خاصة وقت الذروة. لماذا نسمح لأنفسنا تجريب شيئ معروفا عواقبه. ولماذا أعرض شوارع بلدي وشعب بلدي لمعامل التجارب. وهل ضمنت المرأة وضمن ولي أمرها أن خروجها لوحدها خلف مقود سيارتها لا يعرضها للخطر. ولا يدفعها للمجازفة الفاشلة ولا يجعلها عرضة للتحرش والإيذاء. لا أريد أن يفهمني الجميع بأنني أعارض قيادة المرأة للسيارة. لكننا لم نتعود عليها ولم يكن في خاطر البعض من العقلاء أن ينادي بقيادة المرأة. ولكن كوني أنثى أشعر مثل ما تشعر به بقية النساء فأنا أخاف على نفسي وعلى بنات جنسي من الدخول إلى مثل هذه المغامرة. وأنت أيتها المرأة الكريمة أقول لك إذا كنت تعتقدين أن أختك الأنثى ليس لها أي حلم أو أمل وتتمنى تحقيقه سوى قيادة السيارة أقول لك اذهبي صباحا في يوم من الأيام إلى أي محكمة من المحاكم واستمعي إلى معاناة النساء في المجتمع من عنف وتحكم وحرمان من حضانة الأولاد. إلى شكاوى العضل وطلب الطلاق والخلع واغتصاب الحقوق والميراث وإلى آخره من معاناة المرأة الحقيقية التي نعيشها على أرض الواقع. إذن.. وبعد أن يصفوا الجو من المشاكل التي لا نهاية لها. فكري حينذاك نيابة عنها واصرخي بأعلى صوتك آن الأوان أن نطالبك مجتمعنا بقيادتنا للسيارة. *رمستشارة أسرية معتمدة من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني