منذ سنوات وأصحاب مخططات العزيزية، يحلمون ببناء منازلهم، إلا أن غياب الخدمات عن الحي وقف عائقاً دون تحقيق أحلامهم، فالحي الذي مضى عليه أكثر من 20عاما، لا تزال أمانة المنطقة الشرقية متمسكة بوعودها للسكان بأن مشكلتهم ستحل قريباً، ومع ذلك يطول بهم الانتظار، وفي غضون ذلك شيد البعض استراحات لإيصال الخدمات إلى الحي. ويمثل عدم وجود مدارس معاناة أخرى للسكان، فيضطرون لإيصال أبنائهم للمدارس في وسط الخبر، فيما تكتظ الفصول في الأحياء المجاورة بأعداد من الطلاب والطالبات الأمر الذي يشكل صعوبة في قبولهم نتيجة للكثافة السكانية، ما حدا بالسكان لمطالبة تعليم المنطقة بإنشاء مدارس في الحي لخدمة المخطط بشكل كامل، فيما يفتقر الحي في الوقت نفسه للمراكز الصحية رغم اعتماد العشرات منها في المحافظة، الأمر الذي يضطر معه السكان لمراجعة المراكز الصحية وسط الخبر. «عكاظ» تجولت في العزيزية الذي لا يفصله عن البحر سوى شارع يربط شاطئ نصف القمر بالخبر. أبو سعيد البحري (أحد السكان) عبر عن عجزه عن تحقيق حلمه في بناء منزل العمر قائلا: سئمنا من كثرة مطالباتنا للبلدية والأمانة، ولكن وعودهما في كل عام تروح أدراج الرياح، حيث نعاني من عدم إيصال الخدمات للحي، إذ لا يعقل أن تمضي أكثر من 20 عاما ولا يتم تطوير الحي. وقال محمد الدوسري، طالبنا بترخيص شارع الستين التجاري الوحيد الذي يخدم 4 مخططات، ويربط جوهرة العزيزية بالشارع الرئيسي المتجه لشاطئ نصف القمر، ولكن الأمانة لم تمنحنا التصاريح، كما لم يتم رصف الحي أو إنارته بالكامل، ما كبدنا مشاق الذهاب إلى الأحياء البعيدة لشراء احتياجاتنا. الوضع الصعب ووصف خاتم العضياني الوضع في الحي ب«الصعب»، فليس من المعقول ألا يتم التوصل لحل مشكلة الخدمات في الحي لأكثر من 20 عاما طلبنا من الأمانة إيجاد حل لمشكلتنا ولكن لا حياة لمن تنادي، ولهذا نطالب بتشكيل لجنة لمتابعة إيصال كامل الخدمات للحي. السفلتة والإنارة ومن جانبه يقول محمد آل عايض اشتريت في هذا المخطط منذ أكثر من 15 عاما، ومنذ ذلك الوقت لم أستطع بناء مسكن بسبب عدم توصيل الخدمات إلى المخطط، خاصة السفلتة والإنارة رغم اتساع مساحته وإطلالته المباشرة على البحر، إلا أنه لم يحظ باهتمام الأمانة فلا سفلتة للطرق ولا إنارة، مناشدا سرعة إيصال الخدمات للحي. مضايقات وسرقات أما فهد الدوسري، فيشير إلى أن الحي يشهد كثافة بشرية في العطلات الرسمية وإجازة نهاية الأسبوع، فلا يخلو من وقوع مضاربات ومشادات بين الشباب، إذ تشهد المنطقة تجمعات لشباب يمارسون التفحيط، فيما تكثر سرقات المنازل نظرا لوقوع الحي بعيدا عن وسط المدينة، مطالبا بتكثيف تواجد الدوريات الأمنية لمراقبة الإستراحات. إلى ذلك، أوضح مدير عام المراكز الصحية في الخبر الدكتور خالد العيسى أنه يجري حاليا العمل على إنجاز مركز صحي جديد في حي الجسر لاستيعاب أكبر عدد من المرضى فيه والأحياء القريبة، مضيفا أن العمل في مستشفى الخبر الحكومي الجديد والذي يتسع ل«500» سرير، قد شارف على الانتهاء، لينضم إلى كوكبة المشاريع الصحية في الخبر، ويقضي على طول المواعيد، ويخفف الضغط على المستشفيات الأخرى. وحسب أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، فإن الدراسة تشمل زيادة مساحة الواجهة البحرية في شاطئ نصف القمر إلى 60 في المائة عن مساحتها الحالية. أما شاطئ نصف القمر في العزيزية فهناك مشروع مطروح أمام المالية لتمويل زيادة مساحة الشاطئ كما ذكر آنفا إلى 60 في المائة عن مساحته الحالية، وسبق أن طرحت الأمانة دراسة مشابهة لكنها رفضت من قبل المالية بسبب ارتفاع كلفة المشروع، ويتم حاليا إعادة طرحها وسينتج عنها تصور لمدينة جديدة في شاطئ نصف القمر على أحدث طراز لتخدم أهل المنطقة للأعوام الثلاثين القادمة. من جهته، أكد رئيس بلدية الخبر المهندس عصام الملا أن أمانة المنطقة الشرقية تحرص على تهيئة وتطوير الأحياء الجديدة وتوفير كافة الخدمات البلدية بما فيها أحياء العزيزية، فهناك خطة واضحة لإنجاز كافة المشاريع البلدية خلال الفترة القادمة، حيث بدأنا قبل أربع سنوات في ردم وفتح عدد من الشوارع في مخططات 92، 294، 43، 129، مشيرا إلى أن البلدية ستنهي خلال خمس سنوات من تغطية الحي بالخدمات. وبين الملا أن نسبة البناء في المخططات الجديدة لم تتجاوز 40 في المائة في حي 294 وفي مخطط 43 وصلت نسبة البناء 10 في المائة، مشيرا إلى أن البلدية مستمرة في إعطاء تصاريح البناء وفيه تنسيق ما بين الأمانة والجهات الحكومية الأخرى لإنشاء مقراتها في المخططات الجديدة لعدم التسبب في إجراء حفريات بعد إنشاء شبكات الطرق الداخلية في الحي. وعن المطالبة بشوارع تجارية في المخططات الجديدة، قال المهندس الملا إن التوجه الجديد في المخططات الحديثة أن تقام مناطق تجارية داخل النطاق العمراني وليس على الشوارع الرئيسة.