سقط العشرات من المتظاهرين مابين قتيل وجريح أمس في احتجاجات «جمعة الشيخ صالح العلي» في العديد من المدن السورية بما فيها دمشق وحلب وحمص، في وقت يستعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لتشديد العقوبات على سورية ودعوتها للسماح بدخول مراقبين أجانب وفرق إغاثة ووسائل الإعلام للوقوف على الأحداث الجارية هناك. وأفادت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان أن قوات نظام بشار الأسد قتلت بالرصاص الحي أمس 16 محتجا حسب حصيلة أولية منهم أول محتج يسقط قتيلا في حلب ثاني أكبر مدن سورية والتي كانت إلى حد كبير خالية من الاحتجاجات سوى مظاهرات في الحرم الجامعي وعلى مشارف المدينة. وأفاد رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن قوات الأمن فرقت نحو 1500 متظاهر في حي الميدان وسط دمشق مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات، مشيرا إلى أن مظاهرات أخرى انطلقت في ريف دمشق خاصة الحجر الأسود وجوبر والكسوة والزبداني والمعضمية وجديدة عرطوز وقارة. وخرجت في حلب أمس أكبر تظاهرة تشهدها المحافظة منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس الماضي. وقال شهود عيان إن نحو 1000 شخص خرجوا في مظاهرة في منطقة المرجة وسط حلب القديمة. وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن حصيلة القتلى تضمنت أربعة في حمص وقتيلا واحدا في دير الزور، بينما قال ناشطون إن شخصين قتلا في داعل وشخصا في دوما. وأوضح عبدالرحمن أن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس ولاحقوا المتظاهرين في إحدى التظاهرتين بعد تفريقها إلى داخل الأحياء الجنوبية في حين توجهت التظاهرة الثانية إلى خارج بانياس باتجاه جسر المرقب. ولفت إلى أن مظاهرة انطلقت في سراقب رغم الحصار الذي فرضه الجيش عليها، مشيرا إلى أن تظاهرات أخرى جرت في داعل، جبلة، الرستن، القصير، الشيخ مسكين، معرة النعمان، تلبيسة، حي الرملة في اللاذقية، والميادين، كما تظاهر المئات في سقبا وجسرين وكفر بطنا وحمورية. وقال ناشط حقوقي إن نحو 100 ألف متظاهر خرجوا في حمص في حين تظاهر عشرات الآلاف في حماة. وفرقت قوات الأمن مئات المتظاهرين في السويداء بحسب ناشط آخر. وقال الناشطان الحقوقيان عبدالله الخليل وحسن برو إن نحو 2500 شخص تظاهروا في مدينة الطبقة وأكثر من ثلاثة آلاف في عامودا، بينما تظاهر آخرون في رأس العين. وتأتي هذه التظاهرات في وقت أفادت مصادر دبلوماسية بأن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيدعون في اجتماع في لوكسمبورغ بعد غد (الإثنين) النظام السوري إلى السماح بدخول مراقبين أجانب وفرق إغاثة ووسائل الإعلام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس تؤيد توسيع العقوبات الأوروبية ضد النظام السوري لتشمل كيانات اقتصادية وفق مشروع يجري بحثه في بروكسل، بينما أشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحافي بعد أن أجرى محادثات في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن فرنسا وألمانيا تدعوان إلى تشديد العقوبات على السلطات السورية التي تقوم بأعمال لا يمكن السكوت عنها وغير مقبولة وأعمال قمع ضد الشعب السوري.