الرسم على الوجه هواية جديدة يعشقها الأطفال، تسلب عقولهم، وتبهج قلوبهم، فهم يعيشون أجمل اللحظات عندما يتقمصون شخصياتهم المفضلة التي تطل عليهم من خلال شاشات التلفاز وفي المغامرات، التي طالما راودتهم في الأحلام، فهي براءة لا يشعر بفرحها غير الطفل. عدد من الفتيات التقتهن «عكاظ»، فتيات حولن الإبداع إلى مشروع تجاري يدر أرباحا متواضعة، من عرق أناملهن التي تمزج الإبداع مع البراءة على وجوه الأطفال، وبعضهن يقدمن خدمات تطوعية هدفها الوحيد «رسم الابتسامة». مؤكدات أنه لا فرق بين الرسم بالريشة على الورق أو اللوحة، أو حتى على وجه الطفل، فكلها تطلب يدا مبدعة تجيد التعامل مع الريشة والرسم، ومهارة عالية، وسرعة متوازنة من قبل الرسام. رسم تطوعي منى أكدت أنها تمارس الرسم على الوجوه ولكنها لا ترجو منه أي عائد مادي فهي تقوم به متطوعة في العديد من المهرجانات و الحفلات لحبها الشديد للأطفال وللرسم، مشيرة إلى أن رؤية ابتسامة الطفل هي العائد الذي ترجوه، خصوصا أن الاحتفالات والمهرجانات التي تشارك بها خيرية، وغالبا ما تكون للأطفال الأيتام، أو المصابين ببعض الأمراض، فهي تسعى أن تكون مصدرا لبث روح الفرح في قلوبهم. من جهتها، تؤكد مروى أن شدة تعلقها بصديقتها منى ومرافقتها في الحفلات والمهرجانات، جعلها تتعلم منها كيفية الرسم، حتى أصبحت تساندها في جميع الحفلات والمهرجانات الخيرية. وأشارت منى إلى أن الرسم على الوجوه يعتبر عشقا لدى بعض الأطفال، فهم يحبون إضافة بعض التغير على وجوههم. زرع الابتسامة تقول أم مصعب «هذه المرة الأولى التي أمتهن الرسم على الوجه؛ ولأني أجدها فرحة للأطفال الصغار فقد خضت هذه التجربة واستأجرت ركنا في أحد المراكز التجارية، بثلاثة آلاف ريال للشهر الواحد، وهو مرتفع جدا لأن المدخول الشهري للركن لا يغطي نصف قيمة الإيجار، إضافة إلى أنني أحتاج إلى شراء أدوات ومستلزمات الرسم»، وأوضحت أم مصعب أنها تواجه بعض المعوقات والحرج في عملها عندما يكون مرافق الطفل رجلا. وتؤكد أم مصعب أنها تسعى دائما إلى زرع الابتسامة، والتي تلامسها في وجوههم بعد الانتهاء من الرسم. وهذا ما يشجعها للاستمرار في العمل مقابل ضعف المردود المادي. هواية واستثمار وتقول إلهام إنها دائما تحرص على استئجار مواقع في البازارات، لعلمها التام بأن الطفل يفضل دائما اللجوء إلى مثل هذه المواقع، فهم يحبون ممارسة الفرح في جميع المواقع، مشيرة إلى أنها تفتح بابا آخر ويمنح الأسرة في أخذ الوقت الكافي للتسوق دون الانشغال أو مضايقة الأطفال، مؤكدة أنها لا تأخذ سوى مبالغ زهيدة، لا تتجاوز بضع ريالات. وأضافت أن الأطفال البنين والبنات يحبون الرسم دون استثناء، ولكن المفارقات تكون في الألوان والشخصيات، فالأولاد يفضلون تقمص الشخصيات الكرتونية مثل سبيدرمان، وباتمان، بينما تفضل الفتيات الورود والزهور والفراشة.