أثبتت مواقع التواصل الاجتماعي سواء الفيسبوك أو تويتر أو المدونات قدرة فائقة على البحث عن المفقودين وعودته لذويهم، وذلك بسبب روح الشباب والفتيات، وبذلك تؤكد تلك المواقع أنها أفضل وسيلة للبحث عن المفقودين. وثمة مجموعة من الشباب على الفيسبوك وتويتر لهذا الغرض، كما أنه لم يقتصر دورهم في ذلك لمن لا يستخدم الإنترنت، حيث توزع تلك الفرق التطوعية «بروشورات» على أنحاء مختلفة للبحث عن المفقودين، حيث يقوم أعضاء تلك الفرق بتمشيط الأحياء والمطاعم والمستشفيات، ووضع بعض الملصقات التي تحمل صورهم في تلك الأماكن. وأبرز ما حققه النشطاء في تلك المجموعات الوصول إلى «مفقود تويتر»، وهو رجل مسن يعاني من فقدان في الذاكرة، وفقد بعد خروجه من بيته في العزيزية في الرياض، فتناقل خبر غيابه في صفحات الأعضاء في تويتر، وتم وضع 2500 ملصق يحمل صورته، وعلقت في العديد من الأماكن العامة حتى تم التوصل إليه. وشاب عمره 16 عاما يعاني من التوحد فقدته أسرته في أحد الأسواق في حي العليا في الرياض، وتم البحث عنه من قبل أعضاء تويتر وفيسبوك حتى عثر عليه عن طريق أحد معلميه في حي السويدي بعد أن شاهد صورته بالتعاون مع أعضاء المواقع الاجتماعية وهي معلقة في أحد المحلات. فواز الشاطري أحد أعضاء صفحات المفقودين، أوضح أن الإعلام الجديد ساعد وبقوة على البحث عن المفقودين بأقصر وقت ممكن، ومشاركتنا هو عمل تطوعي اجتماعي، مؤكدا أن العديد من صفحات الفيسبوك وتويتر ساهمت بشكل كبير على إيجاد بعض المفقودين من خلال عمل منظم للأعضاء، حيث نضع خططا عبر الخريطة المتوقع وجوده فيها ونقوم بتقسيم الفريق إلى أجزاء بما يقارب خمسة أشخاص في كل مجموعة، ومن ثم يبدأ البحث ويرافقه وضع صور للمفقودين على المحلات التجارية والمطاعم والأماكن الكبرى الاجتماعية متبوعا بأرقام هواتف ومن ثم نتقصى النتائج من الأعضاء. من جانبه، يؤكد عبدالله العساف، وهو شاب عشريني متطوع ومؤسس مبادرة توتير للبحث عن المفقودين، أوضح أن أولى المبادرات كانت في المنطقة الشرقية بالبحث عن الطفل فيصل، ثم الرياض بإيجاد أربعة أشخاص، موضحا أن الرياض كانت الأكثر صعوبة لاتساعها جغرافيا. وأكد أن البحث لا يقتصر على فيسبوك وتويتر بل يتعدى ذلك إلى الأشخاص غير المتابعين للتقنية، من خلال مشاهدتهم للصور المنتشرة من قبل الفريق والبروشورات التي يتم توزيعها على أفراد المجتمع، مشيرا إلى آلية البحث، موضحا أنها تبدأ بالتواصل مع أهالي المفقودين الذين يزودونهم بصور ومعلومات عن المفقود وأماكن فقده، فيتم طباعة الصور وتوزيعها على الأماكن الاجتماعية المعروفة من قبل الأعضاء ويتم تقسيم المدينة إلى أربع أقسام ينتشر فيها المتطوعون للبحث عن المفقودين.