15 حالة في قضايا الدم باشرتها لجنة إصلاح ذات البين في البشائر انتهت بالصلح في 6 منها، وقضت «عكاظ الشباب» ساعات مع قيادات اللجنة وفتحت معهم ملفات الدور الوقائي للجنة وتعاملها ومراجعاتها مع الجهات ذات العلاقة في المحاكم والشرط، وعن طبيعة الملفات والقضايا الواردة إلى اللجنة وعن أسباب بعض الأطراف رفض الصلح وتصفية الخلافات، ويقول رئيس اللجنة على عبد الله الشمراني: إن اللجنة استقطبت أعضاء فاعلين من رجال القبائل، غالبيتهم من المؤثرين في مجتمعاتهم، وأن الحاجة الماسة للتدخل في بعض الملفات والقضايا والنزاعات هي التي قادتهم إلى العمل الطوعي المباشر تجسيدا لروح التآلف بين الناس. ويلتقط طرف الحديث سكرتير اللجنة على عبد الرحمن الحلافي ويقول إنهم تعاملوا مع اكثر من 300 قضية منذ إنشاء اللجنة وتتعلق أغلب ملفاتها في قضايا الدم، المشاكل الأسرية، خلافات الجيران والأقارب، حالات الإدمان، النزاعات المالية والأراضي، ويعود رئيس اللجنة علي عبد الله الشمراني للقول: إن العمل لا يقتصر على حل المشاكل الآنية، بل يمضى إلى وضع برامج وقائية تحد من الأزمات، ومن بين الملفات المهمة قضايا الدم، حيث باشرت اللجنة 15حالة 6 منها انتهت بالصلح كما تجاوزت أعمال اللجنة الحدود الجغرافية ونسقت مع لجان أخرى في المحافظات والبلدات. ويضيف رئيس لجنة إصلاح ذات البين في البشائر، أن معالجة بعض القضايا تستغرق كثيرا من الوقت في حال تدخل أطراف أخرى ونصح الشباب بالتروي والصبر قبل اتخاذ أي خطوة، كاشفا أن اللجنة تستعين أحيانا بعضوات فاعلات لمعالجة بعض النزاعات والخلافات الأسرية ذات الطبيعة الخاصة. الدكتور عبد الله الرشيدي الشمراني المستشار التربوي، كشف جوانب من قضايا عالجها بأسلوب ومنهج بسيط ومنها خلاف بين زوجين استفحل واستمر لأكثر من نصف عام وكاد أن يصل إلى حد الانفصال، بعدما اشترطت الزوجة اعتذار زوجها علنا أمام جمع من الناس وأصرت على موقفها برغم محاولات اثنائها، وفي المقابل تعنت الزوج وألح على عدم الاعتذار العلني، ويضيف الرشيدي أنه اقترح على الزوج بعث رسالة نصية من هاتفه النقال يعتذر فيه لزوجته.. وراقت الفكرة للزوج الذي طلب منه اختيار نص الرسالة. ويمضي الرشيدي في سرد الحكاية ويقول «حررت رسالة رقيقة من كلمات بسيطة على لسان الزوج فقبلت الزوجة الاعتذار، وانتهى النزاع الذي الذي استمر لنحو نصف عام وكاد ينتهي بالطلاق والانفصال» ومن المواقف التي يتذكرها الرشيدي تلك القضية الشائكة التي حلت أمام القاضي بطريقة بسيطة سهلة وميسورة بعد أزمة استمرت فترة من الوقت إذ جاء الزوجان بصحبة والديهما وطلبت اللجنة من الأبوين مغادرة القاعة لحين معالجة الأمر بانفراد، وفي أقل من دقيقة تصافى الزوجان بعدما تحررا من سطوة الوالدين. ويرى المتحدث، أن معظم الخلافات تنشأ بسبب التصلب في الرأي والعناد وفرض الرأي الآخر، كما أن تلك التجارب الماثلة تؤكد أن معظم الأزمات يمكن حلها بأسلوب مبسط تحفظ كرامة كل الأطراف، ومن أمثلة ذلك تلك الزوجة التي طلبت التطليق من زوجها المدمن فحاولت اللجنة اثنائها فاستعصمت برأيها، وطلبت اللجنة بعض الوقت لعلاج المدمن دون علمها، وبعد أشهر عاد الزوج معافى ففوجئت الزوجة بالأمر وقبل اعتذار زوجها الرقيق وعاد الوئام إلى بيتهما.