80 سجينا استفادوا من البرنامج الذي يقوده القاضي في المحكمة الجزئية في الدمام رئيس لجنة أرباب السوابق، الشيخ عبلان الدوسري.. الذي ابتكر تطبيع أصحاب السوابق لمرة واحدة من باب الوقاية. كما قاد إلى إعداد ما يقارب 14 بندا من خطة عملية مقترحة لإصلاح هذه الشريحة. ويشارك في البرنامج، الذي ينهض به القاضي الدوسري، دعاة ومختصون نفسيون لتحفيز النزلاء على الالتحاق ببرنامج الرعاية اللاحقة بعد قضاء فترة المحكومية كما يشمل البرنامج إيجاد مجلس ومقر في الجمعية الوطنية لرعاية السجناء يطلق عليه «الجليس الصالح». وقال عبلان الدوسري ل«عكاظ» إن شخصا جاءه أيام دراسته في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الإحساء، وطلب الزائر منه إعانته على التوبة والتخلي عن كل خطاياه، وكان ذلك ضربة البداية في إرشاد وتوجيه أصحاب السوابق والأخذ بأيديهم إلى دنيا الصلاح والعفاف. ويضيف الدوسري أن الرجل التائب تلقى النصائح فأصبح من أفضل الدعاة في منطقة الأحساء. وأن تلك الخطوة شجعته على ابتكار برنامج الأمل الذي حمل شعار «تواصي» وجاء ذلك على خلفية عمله في المحكمة الجزئية في الدمام، إذ كان يرى الشبان يتساقطون في وحل المخدرات والسموم فينظر إليهم بعين الشفقة والإحسان.. عين العقل في تقدير الجزاء المكافئ للجرم مع حماية البلاد والعباد.. وعين الرحمة لإصلاح الجاني وعدم تكرار تجربته المريرة في التعاطي والإدمان وضمان عدم عودته إلى جنايته. يستطرد رئيس لجنة أرباب السوابق.. «كنت أرى المجتمع شريكا في اعتلالات الشباب بصمته أحيانا وتجاهله أحيانا فوقفت حائرا في منتصف الطريق باحثا عن العلاج حتى تم تعييني رئيسا للجنة أرباب السوابق في العام 1399، فسعدت بهذا الدور وعلاج شريحة عزيزة على قلوبنا زلت بها الأقدام فقررت مع آخرين تغيير مسارها لأن الإدمان والتعاطي مثل كرة الثلج تكبر وخطرها يزيد». من خلال مهمته الطيبة، اكتشف الدوسري أن جرائم المخدرات تزيد أخطارها ولن تغير جلسة واحدة من الآفة وتداعياتها، وأن الحل يكمن في برنامج يحفز الجميع على المشاركة والتفاعل ولا سيما أن بعض الضحايا وصلوا إلى درجة الإحباط واليأس. وظهر ذلك جلياً خلال الجولات الميدانية في أوساط النزلاء والسجون. وعلى ذلك يقول الشيخ الدوسري تم إنشاء أول جناح على مستوى سجون المملكة بدعم وتشجيع من مدير سجون المملكة اللواء علي الحارثي، ومدير سجون المنطقة الشرقية العميد عبدالله البوشي، ومدير إصلاحية الدمام العقيد عبدالرحمن العقيل. وخصص الجناح أولا لمن ظهرت عليهم بوادر الصلاح من النزلاء ثم بادر بالتوبة وطلب تغيير المسار إلى الخير والفضيلة.الجناح اعتبر نواة صالحة لتحقيق التطلعات في استصلاح من زلت بهم القدم وسبقت ذلك حملة شملت جميع عنابر الإصلاحية تحت شعار «غير لتتغير»، وعكف المسؤولون عن الجناح في بيان أهمية وجود إرادة التغيير واغتنام فرصة التوجيهات، ثم تواصلت المهمة بحملة أخرى حملت شعار «ممكن» يروي فيها النزلاء لزملائهم إمكانية التغيير إلى عالم الخير والفضيلة عن طريق الإرادة الصادقة والبرامج الهادفة. ومن هذا الجناح تنطلق أعمال اللجنة داخل الإصلاحية لتشمل بقية العنابر بغرس مبادئ النصيحة والتواصي، واستفاد أكثر من 80 نزيلا من أقرانهم التائبين. ويضيف القاضي الدوسري أن البرنامج خصص محورا ثانيا حمل عنوان الرعاية اللاحقة مستهدفا السجين بعد الافراج عنه لضمان استمرار صلاحه ومحاولة كسر الحاجز بينه والمجتمع وإيجاد الجليس الصالح ليحل محل جليس السوء. ولا زال البحث مستمرا عن مكان مناسب ليكون مركزاً للرعاية اللاحقة. وفي الأثناء استقبل البرنامج في المحكمة عددا من التائبين بغرض التواصل حتى بعد الإفراج. وجرت العادة أن يكون حضورهم إلى مقر اللجنة في كل أسبوعين للتوقيع أمام الموظف المختص لضمان التواصل والارتباط وأثمر ذلك عن نتائج طيبة.