كنت قد قرأت خبرا عن قيام حلقة بحثية في مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مطلع هذا الشهر بعنوان «نفقة الزوجة في ضوء متغيرات العصر»، ولازلت أترقب قيام هذه الحلقة البحثية لكون العنوان الذي صاحب الخبر غريبا ومقلقا حيث يذهب إلى أن الشرع لا يلزم الرجل بعلاج امرأته استنادا على الكتب الفقهية التي جاء فيها عدم وجوب معالجة الزوج لامرأته، لعدم دخول ذلك في النفقة. وهذا الحكم وإن كان موروثا فقهيا إلا أن انتشار هذا الرأي قد يضر بالملايين من النساء وخاصة غير المستقلات اقتصاديا، أو من نطلق عليهن ربات البيوت أي اللاتي ليس لهن دخل مستقل. ولأن هناك رجالا يريدون أي منفذ ليمرقوا منه متخلين عن مسؤولياتهم اتجاه زوجاتهم مما يجعل مثل هذا الخبر بابا واسعا للولوج منه والتخلي عن تلك الزوجة.. وأعتقد أن قيام الحلقة البحثية سيراعي فيها الباحثون حال الواقع (أو فقه الواقع) فما صدر من حكم فقهي من قبل العلماء الأوائل كان فيه الظرف المعيشي مختلفا عما نعيشه الآن بكل المقايس (سواء الاجتماعية أو الاقتصادية) ولم يكن التطبب بالمفهوم الحديث حاضرا في حياتهم مما حمل المشرعين الأوائل إلى إخراج معالجة الزوجة من اللزوم كونه ليس نفقة. وإذا كانت النفقة عند الفقهاء تنحصر في الملبس والمأكل والمشرب، سنجد أن توابع هذا الإنفاق يتحمله المنفق، فإذا نتجت مضار من أي فرع من فروع وجوب الإنفاق يكون الضرر الناتج عنه واجب الإنفاق، فلو نتج ضرر من المأكل مثلا يكون هذا الضرر محمولا على النفقة أو هكذا يجب أن يكون تفكير المشرع في ظل حياة متداخلة ومتشابكة تخلت فيها عن الصورة الأولى التي عاش فيها المشرعون الأوائل. ويحمد لجامعة الإمام محمد بن سعود أن تسعى لإيجاد أحكام فقهية تتناسب مع الحياة العصرية، فالإسلام دين كل عصر، وكل عصر له معطيات مغايرة وبالضرورة له أحكام فقهية يتم استنباطها من معين الإسلام الذي لا ينضب ويتسع باتساع الحياة ذاتها.. ولكون المركز يتسم بمسمى (مركز التميز البحثي) فيا ليت الباحثين يعرجون إلى قضية المرأة المطلقة التي ليس لها عائل وقد بلغت سنا لا يرجى فيه أن تتزوج بأن يسن تشريعا يلزم الزوج بتدبير المسكن لها على الأقل من باب (وهل جزاء الإحسان إلا الحسان) وإن كان الإحسان ليس إجباريا على الزوج إلا واقع حال الزوجة المطلقة المقطوعة والعاجزة عن تدبير حالها يكون تشريع المشرع إحسانا لها حين يجبر الزوج على صيانة كرامتها في آخر عمرها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة