تحولت الكثير من التقاطعات والإشارات المرورية في تبوك إلى مواقع لابتزاز المواطنين من نساء احترفن الاستجداء مستغلات عاطفة المجتمع السعودي وحبه لفعل الخير، الأمر الذي أدى لتفشي الظاهرة وسيطرة بعض المتسولات على مواقع محددة وإشارات معينة وكأنهن يمتلكنها بصك شرعي كما ذكر بعض المواطنين الذين طالبوا في الوقت ذاته بتشديد الرقابة والمتابعة من الجهات المختصة على المتسولين وتطبيق الأنظمة الحازمة بحقهم. عبر فهد العنزي عن استيائه من منظر النساء وهن يمارسن الاستجداء من قائدي المركبات عند الإشارات وهذه التصرفات تندرج تحت مظلة الابتزاز، حيث يتم استغلال عاطفة المواطنين ممن يحبون فعل الخير، وهنالك نساء يستجدين بالأطفال للتأثير أكثر على عاطفة الآخرين، وهذه الممارسات يجب أن تضع لها الجهات ذات العلاقة حداً فهي في تنام مستمر، وقد يقف خلف هؤلاء شبكات للتسول ومن الواجب أن يتم محاربة هذه الظاهرة، ونوه العنزي أن الغريب في الأمر سيطرة بعض النساء على مواقع محددة وكأنها مملوكة لهن بصك شرعي، حيث تمنع أي شخص آخر من التواجد في موقعها حتى وإن وصل الأمر إلى حد الشجار والاشتباك بالأيدي كما نرى في بعض الأحيان. وأوضح عبدالله الشهري أنه يتعرض لعمليات التسول والاستجداء بشكل يومي نظراً لوجود إشارة بالقرب من مقر عمله، حيث تتواجد فيها سيدة لا تكل ولا تمل من الاستجداء فأحياناً تأتي بأطفال وأحيان أخرى تدعي بأنها لا تستطيع السير على قدميها مما يثير عاطفتنا ويجبرنا في الكثير من الأحيان على مساعدتها مالياً وهنالك نساء تبلغ بهن الجرأة حد طرق شباك السائق عندما يكون مغلقاً والإصرار على الاستجداء حتى يعطيها ما تجود به نفسه، وأضاف أنه يجب أن يتم منع هؤلاء النساء من عمليات الابتزاز لقائدي المركبات وضبطهن من قبل الجهات المختصة لدراسة حالتهن فمن يثبت أنها تتسول لحاجة يتم إحالتها للجمعيات الخيرية أما من يتم اكتشاف أنها تتسول بقصد الابتزاز فيجب محاكمتها إن كانت مواطنة وترحيلها إذا كانت وافدة. من جهتها بينت الأخصائية النفسية أم أحمد أن على المجتمع عدم الانسياق خلف مظاهر الاستعطاف التي يمارسها المتسولون لكي لا يتمادى ضعفاء الأنفس في استغلالهم لمشاعرنا وعاطفتنا وابتزازنا بأساليب الاحتيال، ولا نستبعد أن تكون هنالك شبكات منظمة تستغل النساء في عمليات التسول نظراً لنظرة المجتمع الخاصة نحوهن وحرصه على مساعدتهن أكثر من المتسولين الذكور، وما يزيدنا ألماً استغلال الأطفال والرضع في هذه الممارسات، لذا يجب أن نتعاون جميعاً لإنقاذ النساء والأطفال من استغلال الآخرين لهم في التسول وتشديد العقوبة ضد من يثبت تورطه في استغلالهم من أجل جني الأموال بصورة غير مشروعة. كما أشار الباحث الاجتماعي محمد البلوي إلى أن الكثير من الوافدات يمارسن الاستجداء عند الإشارات وفي الأسواق، فالبعض منهن يحملن تقارير طبية أو صكوك إعسار وغيرها من أجل ابتزاز الآخرين مستغلات طيبة المجتمع وحرصه على مد يد العون للمحتاج، في حين أن الكثيرات لسن بحاجة ولكن باتت هذه الممارسات أسلوباً لكسب المال، وما نشاهده في الآونة الأخيرة من التركيز على النساء للقيام بمهام وعمليات الاستجداء للتأثير بدرجة أكبر واستمالة عاطفة الآخرين لتقديم المساعدة المالية لهن ومن الممارسات التي نراها استغلال الأطفال في الاستجداء، وهنالك أنظمة في بعض الدول تجرم استغلال الأطفال في هذه الأعمال ومن الواجب أن تتظافر جهود كافة القطاعات للحد من ظاهرة التسول، فبلادنا ولله الحمد توجد فيها الكثير من الجمعيات الخيرية والإنسانية التي تعنى بشؤون المحتاجين وتقدم لهم الدعم وفق شروط وضوابط محددة لضمان وصول الإعانة لمستحقيها.