متدثرا بثيابه الرجالية الصرفة، يدوي صوته الأنثوي الرخيم مطالبا باستعادة حقوقه من ورث والدته المسلوب على يد أشقائه -على حد قوله- فيما كان يقضي عقوبة السجن بتهمة التطاول على رجال الحسبة، في حين برأته التقارير الطبية الصادرة عن لجان مستشفيي الصحة النفسية في الطائفوجدة من تهمة الشذوذ الجنسي والتشبه بالنساء، التي أقتيد بسببها إلى ساحة المحكمة، وأثبتت أن عيبا خلقيا في أعضائه التناسلية أكسبه مظهره الأنثوي الطاغي، كحالة ظهرت من بين حالات اختنقت بقيود مجتمع لا يعترف سوى بجنسين. يتحدث عن معاناته قائلا «أبصرت عيناي النور بعيب خلقي في أعضائي التناسلية، تسبب في زيادة الهرمونات الأنثوية وطغيانها على نظيرتها الذكرية في جسدي، كبرت ووالدتي مقيدة بعادات المجتمع وبمرور الأيام يزيد إصرارها على رجولتي (الناقصة) وبدأت رحلة الصراع مع المجتمع على مقعد الدراسة الأول بين أطفال ذكور لم أشعر يوما برابط يجمعني معهم. ويضيف «يوم أسرد فيه مشاعري الطفولية على والدتي برغبتي في تغيير مدرستي إلى (ابتدائية البنات) المجاورة، وفي صباح اليوم التالي تقتادني إلى حيث لا أنتمي شعورا وجسدا، وهكذا مرت الأيام ما بين تحرش جنسي في صفوف الدراسة، وإصرار من والدتي على ذكورتي رغم قناعتها بعكس ذلك، لكن العيب الاجتماعي أبى إلا أن أكون مزدوج الجنس مسلوب الهوية». يضيف «صدري بدأ بالبروز بشكل لافت، ومع ذلك زادت عقدة العيب الاجتماعي عند والدتي وأشقائي فقرروا حبسي في شقة في منزلنا شرقي الخط السريع، كنت خلالها أخضع لعلاج نفسي (جبري) لدى استشاريين عدة وأخصائيين في مستشفيات عدة من بينها مستشفى شهار في الطائف وهناك نصحوني الأطباء باتباع ميولي الجنسية وتقمص الشخصية الأقرب إلى نفسيتي، حينها ارتديت الملابس النسائية وشعرت بكينونة (ناقصة)، وبالفعل ضبطني رجال الحسبة مرتديا الزي النسائي، وبدون أي تفاهم أو مقدمات أو تساؤل اقتادوني إلى مركز الهيئة بالقوة الجبرية حتى أوصلوني إلى قاعة المحكمة. ولما انتفت الصبغة القانونية على حكمهم (المسبق)، صدر الحكم بسجني أربعة أعوام و800 جلدة بتهمة التطاول على رجال الحسبة». ويضيف «كل ما أرغب فيه الآن استعادة حقوقي الشرعية من إرث والدتي الذي استولى عليه أشقائي بالحيلة». وحرصا من الصحيفة على المصداقية في طرح قضاياها والعمل بالأصول المهنية في طرح الرأي والرأي الآخر اتصلت «عكاظ» بأشقاء محور القضية مرات عدة دون أن تحصل على أي تجاوب من أي الأطراف.