عثر أحد المفهرسين على مخطوط «زينة الكتبة» للرازي بعد اختفائه لمئات السنين، وذلك خلال إحدى مهام فهرسة مجاميع المخطوطات في دار الكتب المصرية. وكان المفهرس محمود زكي يتساءل حين أمسك بالمخطوط عن التصنيف الذي ينبغي إدراج المخطوط ضمنه، دون أن يدرك قيمة ما يقلبه بين يديه، وكانت تلك مفاجأة مثيرة، أن يعثر بهذه الصدفة على أقدم نص متخصص وكامل حول صناعة المخطوط العربي. وأعلن زكي الباحث بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، أنه عثر على المخطوط ضمن المخطوطات غير المفهرسة بدار الكتب المصرية، مما يعد كشفا أصيلا عن نص مجهول لعالم مشهور، لم تذكره الدراسات الحديثة في الشرق والغرب، حتى كمصدر تراثي مفقود وهذا المخطوط قديم يرجع تأليفه إلى القرن الرابع الهجري، ويصف في هذا المخطوط مؤلفه الطبيب والكيميائي الشهير أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، كيف كان العرب يصنعون الكتاب قديما، بداية من صناعة الأحبار، مرورا بالأحبار السرية وحيل الكتابة، انتهاء إلى وصفات قلع آثار الحبر من الورق والبردي والرق (الجلد) والثياب وغير ذلك. من ذلك مثلا وصفات لأحبار خاصة بالسفر والحفظ الطويل، وأحبار لا تظهر إلا في الليل، وأخرى تختفي تدريجيا، وكيفية معالجة البردي لإظهاره كالقديم. وهذه المعارف ضرورية في معرفة مكونات المخطوطات التي وصلتنا، وكيفية دراساتها، وصيانتها وترميمها، فهي تجيب عن سؤال: كيف كان العرب قديما يصنعون المخطوطات فعليا دون تصورات أو افتراضات نظرية.