اعتبر حلف شمال الاطلسي (الناتو) أن رحيل العقيد معمر القذافي لم يعد سوى مسألة وقت، وأعلن تمديد مهمته في ليبيا حتى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل بعدما كثف غاراته على العاصمة الليبية طرابلس. وقال الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن أمس إن «المسألة لم تعد معرفة ما إذا كان القذافي سيرحل، وإنما متى»، مضيفا أن ذلك «قد يأخذ بعض الوقت لكنه قد يحصل اعتبارا من الغد». وكان راسموسن أعلن في بيان أصدره في وقت سابق أمس عن تمديد ثلاثة أشهر لمهمة الحلف في ليبيا والتي كان يفترض أن تنتهي أصلا في نهاية يونيو (حزيران) الحالي، مؤكدا أن «هذا القرار يبعث رسالة واضحة لنظام القذافي بأننا مصممون على مواصلة عملياتنا من أجل حماية الشعب الليبي». وعلى صعيد العمليات العسكرية شنت طائرات الناتو غارات على مدينة الجفرة أمس لليوم الثالث على التوالي. ووقع انفجار قوي مساء أمس أمام أحد أكبر الفنادق في بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا. ومزق سيارتين كانتا متوقفتين في مرآب الفندق تيبستي الذي عادة ما ينزل فيه دبلوماسيون وصحافيون، وارتفعت سحابة دخان سوداء كثيفة. وسادت فوضى كبيرة الفندق بعد الانفجار، وهرع نحو 500 شخص رافعين أعلام الثوار الليبين. من جهة ثانية، نفى متحدث باسم مكتب رئاسة الحكومة البريطانية أمس، وجود أي قوات بريطانية مقاتلة على الأرض في مصراتة بليبيا. وقال «إن أي نشاط عسكري نقوم به سيكون وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1973، لكن الأفراد البريطانيين الوحيدين على الأرض في ليبيا هم جزء من فريق مشترك من وزارتي الخارجية والدفاع في بنغازي». وكانت صحيفة الغارديان ذكرت أن جنودا سابقين في القوات الخاصة البريطانية وموظفين غربيين في شركة أمن خاصة، يساعدون حلف الناتو على تحديد الأهداف التي تقصفها طائراته في مدينة مصراتة. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الجنود السابقين موجودون في ليبيا بمباركة بريطانيا وفرنسا والدول الأعضاء الأخرى في الحلف التي زودتهم بمعدات الاتصالات، ومن المرجح أن يقوموا بتزويد أطقم المروحيات الهجومية، التي قررت لندن وباريس إرسالها إلى ليبيا بالمعلومات حين تبدأ شن غارات في مدينة مصراتة خلال الأسبوع الحالي. وفي ضربة جديدة للنظام الليبي، أعلن رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط شكري غانم رسميا أمس عن انشقاقه عن حكومة القذافي. وقال في مؤتمر صحافي في روما إنه ترك وظيفته بسبب العنف «الذي لا يطاق» في ليبيا، مشيرا إلى أنه يؤيد الشبان الليبيين الذين يقاتلون من أجل دولة دستورية، لكنه ما زال يرى إمكانية للتوصل إلى حل سلمي لتقرير مصير حكم القذافي الذي انشق عليه بسبب ما شهده من إراقة للدماء يوميا.