بعصاته (الصغيرة) يقف أحمد العيافي في وجه (الدركتورات) ومعدات الحفر الكبيرة، مصرا على موقفه دون تزحزح رافضا أن يكملوا الحفريات أمام منزله في حي غليل، حتى وصول مسؤول يتحدث معه على أن يتعهد الأخير بإصلاح الأضرار التي تسبب بها العمال؛ وفي مقدماتها أنابيب شبكة المياه والاتصالات، التي انقطعت عن منازلهم منذ ما يقارب الشهر. بطاقة أحوال العيافي موجودة لدى شرطة النزلتين؛ خوفا من أن يتهجم على العمال، الذين تهجم عشرة منهم عليه -كما يقول- فور مغادرة الشرطة للموقع. ويقول أحمد العيافي «بسبب انقطاع المياه عن منزلي لمدة شهر تقريبا، تركت عملي وتوجهت صباح أمس الأول لموقع الحفريات، وأوقفت العمل فيها إلى حين وصول المشرف على العمال، لم يفيدوني بشيء، ولما جاء المشرف على الموقع (مصري الجنسية) رفض التفاهم معي أو إفادتي بموعد انتهاء العمل، ووجه العمال بردم الحفرية بعد كسرهم لأنبوب شبكة المياه، وحينها اتصلت على الشرطة، لأني سبق أن أبلغت الأمانة برقم 82604 لكنهم لم يحضروا، وبعدما توجهت لقسم الشرطة وحدي دون المشرف على مشروع الحفريات الذي لم يحضر، أبلغني رجال الشرطة أن هذا الأمر لا يعنيهم وهو من اختصاص الأمانة». وأضاف «عدت للموقع حاملا عصاتي الصغيرة، واقفا في وجه الدركترات، رافضا أن يقوموا بأي عمل حتى يصلحوا شبكة المياه عن طريقة الشركة الوطنية للمياه، حينها جاءني مشرف أكبر وهو من ذات الجنسية طالبا مني السماح للعمال بتأدية عملهم على أن يعيد المياه للمنزل، فوافقت على عرضه لأني لا أبحث عن المشاكل وكل ما أرغب فيه هو حل لعودة المياه إلى مجاريها فعلا، وقام بفتح المحبس وسط الشارع رغم أنه ليس من اختصاصه، بل هو من مهام شركة المياه، وعندما ذهبت للمنزل لم أجد قطرة مياه واحدة، وعندما عدت للموقع كانوا قد رحلوا تاركين الوضع على حاله ومعداتهم وسط الشارع تضايق المارة في الطريق الضيق بفعلهم هم». قبل أن يغادر فريق العمل موقع المشروع، كان العيافي أبلغ الأمانة مرة أخرى ببلاغ رقم 83160، وحضر فريق منهم للموقع تحدثوا مع المشرف ثم غادروا دون أن يفعلوا شيئا. وطالب بإصلاح شبكة المياه وإعادة ضخها إلى منازلهم، مع سرعة إنجاز المشروع والعمل فيه بجودة عالية، بخلاف ما نفذوه في المواقع المجاورة وتركوها بشكل سيئ، شكلت حفريات في الشوارع ما زالت قائمة حتى اليوم، دليلا على سوء عمل الشركة المنفذة لمشاريع الأمانة.