بدأت المعارضة السورية في الخارج ببلورة موقفها من النظام، وطبيعة تحركها حيال الأحداث التي تشهدها البلاد، وفي خطوة استباقية من النظام السوري، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد عفوا عاما يشمل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وكل الموقوفين المنتمين إلى تيارات سياسية، كما أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا). وقالت إن الرئيس أصدر مرسوما قرر فيه «العفو العام عن كل الجرائم المرتكبة قبل 31 (أيار) مايو 2011». وأضافت أن «العفو يشمل كافة الموقوفين المنتمين إلى تيارات سياسية وكذلك أعضاء جماعة الإخوان المسلمين». من جهتهم، أعلن معارضان بارزان من المشاركين في مؤتمر المعارضة السورية في انطاليا (جنوب تركيا) أن قرار العفو العام الذي أصدره الرئيس الأسد «غير كاف» و«تأخر كثيرا». وقال عبدالرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر «القرار تاخر كثيرا طالبناه به منذ فترة طويلة». وأضاف في تصريح صحافي «بالنسبة إلينا نحن صدى لصوت الشعب الذي أجمع على أنه يريد إسقاط النظام. ونحن نجتمع تحت شعار إسقاط النظام». وقال عبدالرزاق عيد «نحن بحاجة إلى إيضاحات حول ما إذا كان العفو يشمل المعتقلين أخيرا مع المحكومين منذ عشرات السنين». كما قال رئيس وفد الإخوان المسلمين إلى المؤتمر ملهم الدروبي «أعتبر أن الخطوة إيجابية لكنها غير كافية والإخوان يطالبون بمطالب الشعب الذي يطالب بالحرية ويريد إسقاط النظام». إلى ذلك، سمع دوي إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في مدينة الرستن قرب حمص وسط سورية، حيث يواصل الجيش عملياته لليوم الثالث على التوالي، بحسب ما أفاد ناشط حقوقي طلب عدم كشف هويته. وقال الناشط «سمع إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في الرستن وعمليات التمشيط تتواصل في هذه المدينة، الواقعة شمال حمص»، بحسب الناشط. وأضاف أنه «سمع أيضا دوي انفجارات في الرستن». وأوضح الناشط «أن الرستن معزولة تماما وأصيب عدد كبير من الأشخاص بجروح في هذه المدينة»، مؤكدا أن «دبابات الجيش تحاصر الرستن وتمركزت ناقلات جند مدرعة داخل المدينة». وأضاف أنه في تلبيسة «هناك عشرات الجرحى في أراض زراعية شمال المدينة، لكن الفرق الطبية لا يمكنها نجدتها بسبب تواصل العمليات العسكرية في هذه المنطقة». من جهة أخرى، هاجم سكان مفوضية شرطة المدينة واستولوا على أسلحة وذلك بعد مقتل صبية وعشرة مدنيين في منطقة حمص، بحسب المصدر ذاته. هذا ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية أنباء تعرض صبي سوري في الثالثة عشرة من عمره للتعذيب بأنها مروعة ومفزعة، وهونت كذلك من شأن عفو عام أصدره الرئيس السوري بشار الأسد أمس بعد الاحتجاجات على حكمه المستمرة منذ عشرة أسابيع.