بغض النظر عن دوافع وأسباب وزير المالية التي أثارت عليه حنق بعض الناس عندما اقترح خفض مساحة الوحدات السكنية التي ستبنيها الدولة من 500م2 إلى 400 م2، فإن هذه الغضبة تؤكد أن ثقافة السكن في المجتمع السعودي لن تتغير مهما تغيرت الظروف!. ففي حين بدا أن الأسرة السعودية الحديثة التكوين بدأت تتخلى عن نمط عيشها في الفلل المستقلة والمساحات الكبيرة لتعيش في الوحدات السكنية الأصغر كفلل الدوبلكس والشقق بحكم العامل الاقتصادي، فإن الدولة عادت لتحفز الجينة الكامنة في النفوس عندما طرحت مشاريعها الإسكانية الجديدة على هيئة فلل لا تقل مساحاتها عن 500م2 . ولأن 500 ألف وحدة سكنية لن تقدم حلا جذريا لأزمة السكن رغم أنها ستلبي حاجة الكثير من الباحثين عن السكن فإنني كنت أنتظر أن تقدم الجهات القائمة على دراسة وتخطيط هذه الوحدات السكنية أفكارا أكثر إبداعا وابتكارا في تقديم أنماط جديدة من السكن الذي يلبي احتياجات الأسرة السعودية مع الحفاظ على طابع خصوصيتها الاجتماعية، وفي نفس الوقت يضع في عين الاعتبار ما تكابده الدولة من عناء في تنفيذ خطط التنمية وتأسيس الخدمات والبنية التحتية. لقد حان الوقت لتعزيز ثقافة سكنية تقوم على الحاجة الفعلية للاستخدام، فقد ولى زمن البيوت الكبيرة التي يخصص نصف مساحاتها للضيوف!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة