حين تقرأ على صفحات الصحف مكتوبا بالخط العريض أن ألف امرأة مواطنة كتبن بيانا يهدف إلى إعلان معارضتهن لقيادة المرأة للسيارة، ما هي ردة فعلك الأولى لذلك؟ بالنسبة لي كان أول ما تبادر إلى ذهني أن هناك ألف امرأة انتفضت قلوبهن الرقيقة من الرعب خشية أن تمتد إليهن يد (مجبرة) فتخرجهن من (الخدور) وترغمهن على قيادة سياراتهن والتخلي عن سائقيهن الوافدين، فبادرن يعلن عن رفضهن لذلك ومقاومتهن له وإبداء رغبتهن في الإبقاء على السيد كومار وزمرته!! إني أفهم تماما، أن تطالب النساء بإتاحة الفرصة لهن في قيادة السيارة التي منعن منها، أما أن يطالبن بأن يبقين على حال المنع وأن لا يرفع الحظر الموضوع عليهن ولا يتاح لهن ممارسة ما هن ممنوعات منه أصلا، فهذا ما لا يفهم!! من لا ترغب في أن تقود سيارتها لتطمئن فرغبتها متحققة ولن يتدخل أحد ليجبرها على فعل شيء لا ترغب فيه. أما أن تتجاوز الحد الخاص بها وتمضي إلى أبعد من ذلك فتسعى إلى أن تفرض رغبتها على الأخريات فتطالب بأن يمتنعن هن أيضا عن فعل شيء يحتجن إليه، لمجرد أنها هي لا ترغب في فعله، فهذا ما لا يقول به عقل ولا عدل!!. إن في المجتمع متسعا للجميع. من ترغب في قيادة سيارتها لتفعل، ومن لا ترغب في ذلك لن يجبرها أحد على شيء. تقول المعلنات عن رغبتهن في عدم قيادة السيارات إن (الأغلبية) من النساء مثلهن لا يرغبن في ذلك وأن (القلة القليلة) منهن هي التي تطالب بالإذن في القيادة، وأن (المستفيدات من القيادة قليلات). ولا أدري أي مركز إحصائي هذا الذي أمدهن بتلك النتيجة! إلا أنه مع ذلك، حتى لو لم تكن هناك سوى امرأة واحدة ترغب في قيادة السيارة، فإنه لا يحق لأحد منعها من تلك الرغبة نزولا عند إرادة المعارضات. ويقلن أيضا إن قيادة المرأة للسيارة سبب في (ضياع الدين) و(تهاون النساء في الحجاب) ويقترحن بدلا من ذلك تطبيق العمل بوسائل النقل العام! أي أنهن يرين في خروج المرأة من البيت والسير في الطريق منفردة إلى أن تصل إلى موقف الحافلة العمومية ثم الوقوف في الشارع العام انتظارا لوصول الحافلة لامتطائها إلى المكان المطلوب ثم النزول منها والسير ثانية على القدمين إلى أن تبلغ المرأة المحل الذي تقصده، هو أكثر حفاظا على الدين وأدعى إلى الالتزام بالحجاب وأبعد عن التعرض للمضايقات من أن تكون جالسة داخل مركبتها الخاصة تقودها بيدها!! ويقلن كذلك إن قيادة النساء للسيارة تريح الرجل وتضع مزيدا من الأعباء على المرأة، فالسيد (كومار) بعد أن تتولى المرأة دفة القيادة لن يجد ما يفعله وسيضطر إلى العودة إلى بلده عاطلا بعد أن حملت المرأة العبء نيابة عنه!!. نحن جميعا نساء ورجالا شركاء في الوطن، قد نختلف في رؤيتنا لبعض الأمور، لكن اختلافنا ليس مدعاة لكي يفرض أحد منا رأيه على الآخر. ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة