• أريد أن أسأل: على من تطلق صفة الزوج العنيف أسريا؟ لأنني متهم بأنني عنيف أسريا علما بأنني لا أضرب، ولا أغضب بسرعة، ولا أرفع صوتي إذا ماتصرف أبنائي تصرفا خاطئا أو إذا أساءت إلي زوجتي، بل أعرب أني غاضب ومستاء، في المقابل حين تسيء زوجتي إلي في الكلام أو الفعل لاتعتذر ولاتتأسف، بل تقاطعني بالأيام وحينما نتحدث تسخر مني وتظهر استهجانها لاستيائي من بعض التصرفات، وأنا بدوري أصر على أن الإساءة للرجل هي إساءة سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وذلك لأن الزوج له مكانته، وإذا تحاورنا ردت بكلام يغضبني، وتستمر حتى أرفع صوتي، وعندها تبدأ باتهامي، وتهدد إن لم أخفض صوتي فستقع مصيبة، وسؤالي هل الشخص عندما يغضب والآخر يتكلم بكلام يزيده غضبا ويتفاعل هل يعتبر عنفا أسريا، وهل أصبح عندها شريرا وسيئا، وما دور الزوجة التي تتكلم بكلام جارح، هل هي بريئة من العنف الأسري؟ إبراهيم مكةالمكرمة لا أعتقد أن مشكلتكم محصورة فيمن هو عنيف ومن هو غير عنيف، المشكلة الحقيقية بينكما أن لغة التواصل غير جيدة، وما لم يتقن كل منكما لغة الآخر فلن تحل هذه المشكلة، كما أن زوجتك على ما يبدو لا تكن الاحترام الذي تنشده أنت، وأنت بدورك تملك بعض المسلمات التي تحتاج إلى مراجعة، لأن الإساءة سواء كانت كبيرة أم صغيرة، وسواء كانت موجهة من الزوجة للزوج أو العكس من الزوج للزوجة هي إساءة، فلا ينبغي أن يتصور الزوج أنه الوحيد الذي له كرامة ينبغي أن تحافظ عليها الزوجة، بل عليه أن يكون على يقين من أن للزوجة كرامة ينبغي أن يحافظ عليها الزوج، وحين تهدم قواعد الاحترام بين الزوجين فإن الباب يصبح مفتوحا على العديد من المشكلات القابلة للتفاقم والتضخم، أخشى أنك حين تغضب تتلفظ بكلمات وألفاظ جارحة تدفع زوجتك للرد على ذلك بكلام تشعر أنت أنه جارح لكرامتك ومهين لك، نصيحتي لك أن تقوم بضبط انفعالاتك وتذهب أنت وزوجتك لمن يستطيع أن ينصت لكما ويحدد مساهمة كل منكما في صنع المشاكل الواقعة بينكما، وعندها يتم تحديد من الذي يمارس العنف من غيره، وإن كنت أعتقد وفقا لوصفك بأنكما واقعان بهذا العنف بغض النظر عمن يبدأه، وأيا كان البادئ أنت أم زوجتك فإن المسألة تتطلب منك كرجل أن تعيد النظر في واقعك معها، فإن كنت تعتقد أنك صاحب القوامة فينبغي أن تتذكر احتياجات زوجتك قبل احتياجاتك، وفكر جيدا فيما تحتاج إليه، وراجع سلوكك معها وأسأل نفسك هل أنت تؤدي المطلوب منك أداؤه، أم أنك تقف مطالبا الزوجة بما ينبغي عليها أن تؤديه لك؟ وتذكر أن أداء الواجبات يسبق المطالبة بالحقوق.