بداية القول لابد من أن أؤكد على أهمية وجود رواد نشاط مفرغين للإشراف على النشاط المدرسي في كل مدرسة؛ حتى يمكن لي القول بأن أي مدرسة لا تملك خطة محددة من بداية العام الدراسي للنشاط، فهذا يعني بأن النشاط يمارس بطريقة عشوائية وأن الهدف فقط شكلي ليقال بأن لدينا نشاط مدرسي!، ولا يمكن لأي منا التنبؤ بنجاح النشاط المدرسي إلا بوجود مشرف وخطة، هذا أمر مهم، ثم أن تتضمن خطة النشاط في المدرسة أهدافا تربوية، حتى يستطيع أن يتحقق من خلالها إكساب الطلاب المهارات الاجتماعية والكثير من القيم الأخلاقية، التي تقوم على التقدير والاحترام والمواطنة الصادقة والالتزام بالقيم الدينية والوطنية وغير ذلك، ثم لابد أن تكون هناك بيئة مهيأة لممارسة النشاط المدرسي، وأن تعطى الفرصة لكل طالب أن يختار النشاط الذي يميل إليه، دون أن يفرض عليه نشاط لا يستهويه أو لا يملك حبا نحوه، وأن يخرج النشاط من ربقة الممارسة التقليدية التي جعلت من حصة النشاط حصة ثقيلة على الطلاب والمعلمين، حينما يجتمع الطلاب في الفصل أو قاعة ما لينشغلوا بأمر ما بعيدا كل البعد عن النشاط المقرر، وأتذكر بأن بعضنا كان ينفذ النشاط بأسلوب لا يحقق أهداف النشاط، عندما تم جمع الطلاب في حصة النشاط ثم يتم الطلب منهم إخراج الواجبات لحلها لتقضية زمن الحصة في أي عمل يريدونه، وفي نهاية الحصة يكلف مقرر الجماعة بكتابة تقرير الحصة كذبا وزورا في سجلات الجماعة، وهذه ممارسة خطيرة آمل ألا يكون بعض المعلمين مازال يلجأ إليها ولهذا فالنشاط المدرسي بحاجة إلى نظرة وتكاتف من قبل إداراته في إدارات التربية والتعليم وفي المدارس ليحقق أهدافه في صقل شخصيات الطلاب والكشف عن مواهبهم وإتاحة الفرصة أمامهم للبوح بما لديهم من مواهب وهوايات دفينة؛ لأنهم إن لم يجدوا من يساعدهم على تفريغ طاقاتهم الإبداعية، فستموت في مهدها. محمد بن إبراهيم فايع