من حسن أو ربما سوء حظ القراء أن للتجار الجشعين قضية تستدعي الدفاع عنها عند «بعض» الكتاب فتجرهم إلى الشأن المحلي بدلا من إشغالهم بأطباق فول «الفينيسيا» والأيادي الناعمة التي تقدمها، أو بفناجين قهوة «الشانزلزيه» والأيادي البيضاء التي تمدها! ومن كان يلتهم صحن فوله في «الفينيسيا»، ويرتشف فنجان قهوته في «الشانزلزيه» ثم يطل على مجتمعه من برج عاج، فلن يكترث للغلاء، ولن يفرق معه ارتفاع الأسعار، وبالتأكيد لن يشعر بمعاناة الطبقة الكادحة التي تنشغل بلحافها القصير وأيهما أولى بالتغطية: الرأس أم القدمان! من حق كل إنسان أن يكون حيث يريد ويصطف مع من يشابهه ويحشر نفسه مع من يحب، ويلتهم الفول أينما شاء ويرتشف القهوة حيث أراد، لكن ليس من حقه أن يطل على الكادحين من برجه العالي ليجلدهم بسياط الاستعلاء عليهم، ويرش الملح على جراحهم التي أدمتها رماح أصدقائه الجشعين! مشكلة البعض أن قضيته خاسرة ورغم ذلك تجده مصرا على الدفاع عنها، ربما لأن المال مهما كان غزيرا لا يمكن أن يستر عورة لا يسترها نسيج قيم ومبادئ المجتمع الذي قام دائما على علاقة التكافل بين جميع فئاته وكان للتجار الشرفاء دوما دور في صلابة أركانه قبل أن تهب رياح المنتفعين والجشعين من مصاصي الدماء الذين يدوسون على قيم التجارة الشريفة ليصعدوا سريعا على درجات الثراء دون أن يدركوا أن خطواتهم تقودهم إلى الأسفل لا الأعلى! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة