حذر زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في رسالة صوتية سجلها قبل أسبوع من مقتله في باكستان من سقوط الثورات العربية الحالية كما سابقاتها في حال لم يتم «تصحيح المفاهيم»، وحض على تشكيل مجلس لتقديم الرأي والمشورة للشعوب المسلمة. وذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية أن الرسالة ومدتها 12 دقيقة و37 ثانية، ولم تتمكن من تأكيد صحتها بشكل مستقل، تحمل شعار مؤسسة «السحاب»، وهي الذراع الإعلامية للتنظيم الذي سبق له أن تعهد بنشر رسالة صوتية لزعيمه السابق قال إنه سجلها قبل أسبوع من مقتله. ويبدأ بن لادن رسالته بتوجيه الخطاب إلى «الأمة الإسلامية» قائلا «أمتي المسلمة: نراقب معك هذا الحدث التاريخي العظيم، ونشاركك الفرحة والسرور والبهجة والحبور.. طالما يممت الأمة وجهها ترقب النصر الذي لاحت بشائره من المشرق فإذا بشمس الثورة تطلع من المغرب.. أضاءت الثورة من تونس فأنست بها الأمة وارتاعت يهود لقرب الوعود». ولفت بن لادن إلى أن من وصفهم ب«فرسان الكنانة»، في إشارة إلى الشباب المصري، أخذوا «قبسا من أحرار تونس إلى ميدان التحرير فانطلقت ثورة عظيمة وأي ثورة». واعتبر بن لادن أن ما جرى في مصر «مصيري للأمة بأسرها» ووصفها بأنها «ثورة عز وإباء»، مشددا على ضرورة عدم الوقوف عند الحلول الوسط مع الأنظمة السابقة. وبحسب الرسالة الصوتية التي تخللها الكثير من المقاطع الشعرية، قال بن لادن إن «الأمة الإسلامية» أمام «مفترق طرق خطير وفرصة تاريخية عظيمة نادرة للنهوض بالأمة والتحرر». وأضاف «في هذا المقام أذكر الصادقين بأن تأسيس مجلس لتقديم الرأي والمشورة للشعوب المسلمة في جميع المحاور المهمة واجب شرعي». ودعا بن لادن إلى «إنشاء غرفة عمليات مواكبة للأحداث للعمل بخطوط متوازية تشمل جميع حاجات الأمة». ومن بين مهام هذا المجلس، بحسب بن لادن «إنقاذ الشعوب وحماية الثورة وتحقيق أهدافها» وأضاف «أحسب أن رياح التغيير ستعم العالم». وحذر بن لادن من أن المنطقة «شهِدت قبل بضعة عقود ثورات عديدة فرح الناس بها ثم ما لبثوا أن ذاقوا ويلاتها»، ودعا إلى تجنب تكرار ذلك من خلال «ثورة الوعي وتصحيح المفاهيم».