أقول.. وفي زمن السرعة المذهلة كثرت الوسائل التعليمية السمعية منها والبصرية وازدهرت المكتبات وازداد عدد المتعلمين في كل مكان وهذا شيء يثلج الصدر؛ ولكن في مقابل ذلك فقدنا الثوابت وذهبت هيبة العلم فالكل يدعي العلم، الكل يحمل الشهادات العليا، الكل يبيع العلم الأساتذة يبيعون العلم بالدروس الخصوصية الدكاترة يبيعون مذكراتهم، المكتبات تبيع بضاعتها سواء الرديئة منها والجيدة. لقد رأيت مناظر قرب جامعاتنا بنين وبنات مناظر أبكت قلبي قبل عيني مكتبات عليها ازدحام شديد من الطلاب والطالبات وأخرى الطالبات فيها أكثر من الطلاب خلط عجيب تجارة رابحة للأخوة المقيمين أسعار غير ثابتة الكل يبيع حسب مزاجها الدكاترة رجالا ونساء يطلبون من طلابهم وطالباتهم شراء المذكرات من مكتبات بعينها وإلا وهنا أقف قليلا وأسألكم وأسال نفسي هل هذا هو العلم أو هذا الذي بقي من العلم .. هذه هي المكتبات التجارية تصور وتكتب وتطبع وتبيع وتربح هذا هو قيمة العلم لديها. وبعد هذا أفلا نتحسر على الماضي فكان الطلاب ينتظرون أساتذتهم فيأتي الأستاذ وعلى وجهه نور العلم فيحلقون بطلابهم ويحدثونهم بكلمات نقية مخلصة بقية أثرها حتى الساعة لدى كثير من الطلاب. وإذا أردنا أن يكون أبناؤنا علماء أو شبه علماء أو طلاب خلص. فعلينا أن نحارب هؤلاء الذين يبيعون العلم بثمن بخس ونراقب المكتبات التي لا تخاف الله عز وجل ولا يهمها مستقبل ابنائنا وبناتنا العلمي وإنما همها الأول والأخير المكسب المادي فحسب. قال قائل: ياجامع المال في الدنيا لوارثه هل أنت بالمال قبل الموت منتفع؟ قدم لنفسك قبل الموت في مهل فإن حظك بعد الموت منقطع [email protected]