هذه الكلمة سمعتها أذناي ووعاها قلبي واستوقفتني كثيرا حينما دخلت محلا للتموينات الغذائية صغير الحجم ورأيت خلف ظهر البائع الهندي مباشرة ولعله أقرب البضائع إليه أدراجا قد ملئت بعلب السجائر مختلفة الأسماء والأحجام والألوان، شواقة جذابة قد جملت بالديكور، وسلطت عليها الإضاءة القوية، فحينما تدخل ذلك المحل أول ما تقع عيناك على قسم بيع الدخان، حدثت ذلك البائع ناصحا له بعدم بيع الدخان مبينا له المضار المالية والصحية والدينية فقال لي: وبلغة مكسرة : إذا ما فيه يبيع الدخان هنا ما يجي «......» وقال وصفاً لايطلق على البشر، تبسمت مستغربا معجبا بكلامه ونظرته التي ينظر بها إلى شارب الدخان، ولكنني في الوقت نفسه أجلت الفكر فيمن حولي وفيمن أعرفهم ممن يشربون الدخان فتذكرت أن منهم أناسا فيهم من الصفات الحسنة والمحمودة ما لم تكن في بعض من لم يشرب الدخان فقلت: هل أولئك يعدون في نظر هذا البائع ومن كان على شاكلته من تلك الحشرات؟ وكيف لو سمعه أحدهم وهو يقول هذا القول؟ ومن هنا جاءت كتابة هذه الكلمات في هذه الزاوية أرمي بها على أعين الرجال الشرفاء الذين ابتلوا بشرب الدخان فإنهم أقرب القوم إلى قبول الحق واقتناص الفوائد فأقول: لا يخفى عليك أخي العاقل حكم شرب الدخان، وإن كان يخفى عليك فابحث عن الحكم، ولا تغتر بمن أجاز شربه بحجة أنه مكروه فقد قال تعالى: «كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها»، الأمر الآخر أذكر ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: «إذا أبليتم فاستتروا»، وقوله: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون». احذر أيها المدخن أشد الحذر أن تشرب الدخان أمام أطفالك فقد تبوء بإثمك وإثمهم إن هم شربوه فيما بعد، اعلم أنه قد جرب أن العازم على الإقلاع عن التدخين ينتفع إذا اتبع الخطوات التالية: أن يصدق العزم في الإقلاع من ساعته ولا يتأخر أبدا، وأن يعاهد الله والنفس على الإقلاع، أن يكثر من التوبة والاستغفار، أن يعاود الكرة كلما أخفق في الإقلاع عاد إلى محاولة الإقلاع مرة أخرى، ولا يمل ولا ييأس فسيأتي اليوم الذي يقلع فيه ثم لا يعود بإذن الله، وأن لا يحمل الدخان في الجيب ولا في السيارة أبدا، أن لا يجالس المدخنين، أن يقلل من شربه قدر المستطاع كبداية وتوطئة للإقلاع، أن يكثر من شرب السوائل، أن يحاول إشغال الفم دائما إما بالسواك أو اللبان أو المكسرات أو غير ذلك، أن يزور جمعيات مكافحة التدخين باستمرار فسيجد هناك من يعينه على الإقلاع، أن يبحث عن معرفة أضرار الدخان ونتائجه السيئة، أن يقرأ قصص المقلعين عن التدخين وكيف أنهم صبروا حتى ضفروا، وقبل كل شيء وبعده عليه أن يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من ترك شيء لله عوضه الله خيرا منه». hailqq gmil.com