قضى طفل في الحادية عشرة من العمر اختناقا داخل سيارة خربة في بلدة الحسي 55 كيلومترا من النعيرية. وقالت تقارير أمنية إن الفتى سعود محمد حمدي، تسلل دون علم أسرته إلى المركبة بقصد اللهو واللعب، وفشل في الخروج منها وقضى اختناقا بالحرارة العالية داخل المركبة المغلقة التي لا تفتح أبوابها إلا من الخارج. وأعلن مدير شرطة مليجة الرقيب أول سعد هلال المطيري، الذي تولى التحقيق، أن والد الفتى الراحل أبدى قناعته بعرضية الحادث مؤمنا بالقضاء والقدر. وأشار المطيري إلى إصابته بمرض الربو. وأضاف مدير شرطة مليجة أن الصغير الراحل تعرض لإجهاد كبير أثناء محاولته الخروج من المحبس بكسر نوافذ المركبة. وأبلغ «عكاظ» والد الطفل الراحل أنه يدرس في الصف الخامس الابتدائي، وعرف بالهدوء وحسن المعشر وسط زملائه ورفاقه في الحي. وروى الأب المكلوم تفاصيل الواقعة وقال «تناول سعود وجبة الغداء وخرج من المنزل حوالى الواحدة والنصف ظهرا، كان الجو خانقا والحرارة مرتفعة. خلدت للراحة قليلا ثم خرجت لأداء صلاة العصر، فلما عدت سألت عن سعود. فقالوا إنهم لم يروه منذ الظهر، فخرجت إلى الشارع لاستطلاع الأمر. سادت حالة من القلق في أوساط الأسرة فلم يعتد ابنى الراحل على التأخير. بدأت الطواف حول المنزل بحثا عنه، وفجأة صاحت إحدى شقيقاته أن سعود ينام داخل السيارة المغلقة.. سارعت وفتحت الباب محاولا إيقاظه من عمق السيارة الملتهبة بشدة الحرارة، غير أنه كان بلا حراك». يواصل محمد حمدي، الأب المكلوم، سرد تفاصيل أقسى يوم في حياته ويقول إن السيارة التي انحبس فيها نجله قديمة وأبوابها الخلفية تفتح من الخارج فقط، ويبدو أن سعود دخل إلى عمقها ولم يستطع فتح أبوابها المغلقة ولا معالجة نوافذها. ويضيف وسط دموعه، أن نجله لو اهتدى إلى الباب الأمامي لنجا بحياته، مشيرا إلى أن سعود حاول لآخر لحظة في حياته الخروج من المحبس ونشب أظافره على زجاج المركبة، ولما حاصرته الحرارة الشديدة تخلى عن ثوبه ولاسيما أنه كان يعاني من نوبات ربو، فرحل عن الدنيا دون أن يشعر به أحد. سجلت «عكاظ» زيارة لأسرة الفتى الراحل وقدمت المواساة والعزاء لعائلته وأقاربه.