احتضنت الشؤون الاجتماعية في جدة أمس، ولمدة ست ساعات، انطلاق ورشة العنف الأسري. وافتتح مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي، لقاء وورش عمل العنف الأسري نيابة عن وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، التي تنظمها جامعة الملك عبدالعزيز في جدة بمبادرة كرسي المهندس عبدالله بقشان لدراسات العنف الأسري، وذلك لمدة أربعة أيام في قاعة الشؤون الاجتماعية بجدة اعتبارا من يوم أمس. وأعلن في النقاشات أن محافظة جدة سجلت الشهر الماضي 30 حالة عنف أسري بمعدل حالة عنف واحدة يوميا، إذ تحتل فيها قضايا التحرش بالأطفال وسط محيط الأسرة المرتبة الأولى، تليها العنف تجاه النساء، كما أعلن أن وحدة الحماية الاجتماعية ستحيل إلى جهات التحقيق نحو خمس حالات عنف أسري بعد أن فشلت جهود تسويتها وديا. وأوضح ل«عكاظ» مدير وحدة الحماية الاجتماعية شاكر الأزوري أن ورشة العنف الأسري تستهدف الجهات التي تتعامل مع قضايا العنف، مشيرا إلى وجود جهل كبير من بعض الأسر في الإبلاغ عن حالات العنف والإيذاء، فيما تفضل بعض الأسر التعامل بصمت مع قضايا العنف، لا سيما التحرش ضد الأطفال. وقال مدير وحدة الحماية الاجتماعية إن الشؤون الاجتماعية تستقبل قضايا العنف على هاتفها 9191، إضافة للشرط والمستشفيات، ويتم عادة الكشف على حالات العنف الأسري من قبل محيط الأسرة أو المدرسة ويؤكد الحالة تقرير طبي. وأضاف «تتولى وحدة الحماية الاجتماعية قضايا العنف، وتدرس اللجنة الحالة المعنفة، وتسعى لتوفير الحماية والأمان لها ومن ثم العمل على معالجة القضية، وإذا ما تعذر ذلك فإنها تحال لجهات الاختصاص لاستكمال التحقيق رسميا وإحالتها للقضاء». وأفاد شاكر الأزوري أن كثيرا من الحالات التي تتعرض للعنف الأسري تكون قد تعرضت أكثر من مرة للعنف، لا سيما في قضايا التحرش بالأطفال، مضيفا «العنف تجاه النساء يكون إما عنفا جسديا أو لفظيا أو نفسيا أو اجتماعيا باستخدام وسائل عدة؛ كالضرب والحرمان، فيما تسجل حالات محدودة لتعرض أزواج لعنف من زوجاتهن؛ أبرزها زوج طردته زوجته من المنزل، وأجبرته على النوم في غرفة السائق بسبب خلاف بينهما». من جهته، أكد سليمان المقبل مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة الرياض، أن الهدف من لقاء وورش عمل العنف الأسري وضع استراتيجية وطنية للحد من العنف الأسري في مجتمعنا، كذلك مناقشة العنف الأسري بجميع أشكاله؛ سواء اللفظي أو المعنوي أو الجسدي، مشيدا بمبادرة كرسي بقشان في دعم قضايا العنف الأسري وإثرائها وإمدادها الدائم بالدراسات والبحوث العلمية الدقيقة في مجالات من ضمنها العنف الأسري، مما كان لها أثر في فهم واكتشاف جذور العنف الأسري، متمنيا في الوقت نفسه أن يثمر اللقاء في تقديم حلول متطورة واستشارات قيمة في العنف والحماية. فيما قدم الدكتور وجدي شفيق، أستاذ الاجتماع في جامعة الملك عبدالعزيز، دراسة متخصصة في ورشة العمل؛ تضمنت قضايا العنف الأسري وكيفية علاجها وأساليب وسبل الحد من انتشارها في المجتمع السعودي بما يكفل العادلة الاجتماعية لجميع أفراد المجتمع. وتحدث الدكتور وجدي شفيق عن ضرورة العناية بالإعداد للحياة الزوجية وأهمية تنظيم دورات في تدبير المشاكل الزوجية، ووضع برامج إعلامية وتعليمية متخصصة في البناء الأسري، وخلق ثقافة التناول الصريح لقضايا الأسرة، ونصح بعقد شراكات بين القطاعات المختلفة قصد تطوير قيم المودة والسكن والرحمة داخل الأسرة ورعاية أطفال الأسر المفككة وتأسيس مراكز للتوجيه والإرشاد الأسري. وكشف الدكتور وجدى عن قائمة بأبرز الخلافات بين الأسرة؛ منها تنظيم الوقت، العمل وطبيعته، مكان العمل، وقته، الراتب، أوقات المرح، والترفيه (اختلاف الأوقات). وتحدث الدكتور وجدي عن أبرز خطوات عملية في حل الخلافات الزوجية؛ منها إدراك الطرفين للحقوق والواجبات المتبادلة والاعتراف بالخطأ والصبر على الطبائع المتأصلة السلبية التي لا يمكن تغييرها؟ وعدم حل الخلاف وقت الغضب وتقدير حجم الخطأ وعدم تضخيمه وغض الطرف عن الهفوة والزلة والخطأ غير المقصود.