بعد قيام ثورة 25 يناير انتشرت موجة وعي ونضج عامة في الجمهور المصري، مما صعب المهمة على الفنانين وشركات الإنتاج. وأصبح عليهم التفكير مائة مرة فيما سيقدمونه؛ لأن نظرة المشاهد المصري اختلفت. أحدث الأفلام التي تعرض حاليا في شاشات السينما المصرية هو الفيلم الرومانسي الكوميدي «365 يوم سعادة». والذي يعد التجربة السينمائية الأولى لمخرج الأغاني المصورة سعيد الماروق، كما أنه التجربة الكوميدية الأولى لبطل الفيلم أحمد عز، وتشاركه البطولة الممثلة اللبنانية لا ميتا فرنجية (والتي دائما ما تعاني من سوء الحظ السينمائي) فجميع الأفلام التي شاركت بها باءت بالفشل السريع كفيلم (حد سامع حاجة) مع رامز جلال، وفيلم (محترم إلا ربع) بطولة محمد رجب. وتشارك البطولة أيضا دنيا سمير غانم.. وتدور أحداث الفيلم حول شاب وسيم شديد الثراء، هوايته المفضلة هي اصطياد الفتيات ليقنعهن بالزواج العرفي مؤقتا، إلى أن يتم الزواج الرسمي، وبعد انتهاء نزوته يخبرهن بأنه لن يستطيع القيام بالزواج الرسمي، ويقنعهن بأنه حالته الصحية سيئة وبأنه لن يعيش سوى بضعة أشهر. وتتوالى الأحداث في إطار كوميدي، إلى أن يصادف دنيا سمير غانم، والتي سرعان ما يقع في حبها وقبل أن يفكر في أن يلعب معها ذات اللعبة، يكتشف بأنها مريضة وتعيش أيامها الأخيرة (وكأنه وقع في شر أعماله)، فيقوم بالزواج منها رسميا ليقضي معها آخر أيامها في سعادة. قصة الفيلم جيدة، لكن تنفيذها على الشاشة قلل من شأنها، فيبدو أن سعيد الماروق تعامل مع الفيلم كما يتعامل مع الأغاني المصورة (الفيديو كليب)، فكرس اهتمامه بالأزياء والديكور بشكل مبالغ فيه، والتي لا ينكر أهميتها كأحد عناصر الإبهار المهمة، لكنه أخفق في الجوهر كما ذكر النقاد الذين حضروا افتتاح الفليم. وطريقة الطرح كان فيها استخفاف بعقل المشاهد إلى حد كبير. ولعل وجود دنيا سمير غانم في الفيلم هو ما جعل المشاهدين يستكملون متابعة الفيلم. والتي تعتبر أهم عنصر من عناصر جذب المشاهد، خاصة بعد النجاحات التي حققتها في جميع أعمالها التراجيدية في سلسلة أفلام السبكي: كباريه، الفرح، عزبة أدم، إضافة إلى أفلامها الكوميدية مع النجم أحمد مكي في طير أنت، ولاتراجع ولا استسلام. إلا أن مشاركتها في هذا الفيلم لم يخفف من استياء النقاد، وتمنوا رؤية أفلام تحترم عقل المشاهد، خاصة بعد الثورة التي ارتقت من مستوى الذوق والتفكير والوعي العام.