يقال عنها إنها تمتلك عقل 40 رجلا، ويشهد لها الجميع إنها صاحبة رأي راجح، حرضت الملك عبدالعزيز غير مرة على استعادة ملك آبائه، إنها الأميرة نورة بنت عبدالرحمن شقيقة الملك المؤسس وكاتمة أسراره. تعد الأميرة نورة بنت عبدالرحمن من أهم الشخصيات النسائية التي لها بصمات واضحة في الحياة في المملكة العربية السعودية فقد كانت راجحة العقل وتمتلك كاريزما خاصة ما جعل الملك المؤسس يأخذ برأيها في الكثير من الأمور الهامة. ويستلهم الباحثون من سيرة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الكثير من العبر ورجاحة العقل، حيث كانت تمتلك كاريزما خاصة بها، فقد كانت امرأة استثنائية ولها حضور لافت ويكفي أن الملك المؤسس كان يقول «أنا أخو الأنور المعزي». رباط وثيق ورصدت الدكتورة دلال الحربي في كتابها نساء شهيرات من نجد جوانب كثيرة من حياة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تكبر الملك عبدالعزيز بسنة واحدة. وتطرقت إلى نماذج من دور نورة المؤثر في كثير من جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية بعد أن استرد الملك عبدالعزيز الرياض واستقر فيها وعادت أسرته إليها. وأبرزت الباحثة في الكتاب دور الأميرة نورة الكبير في حث الملك المؤسس على استعادة حكم آبائه. وفي حياتها، حملت الأميرة نورة أفكارا سياسية ذات شأن ما جعل شقيقها الملك المؤسس عبد العزيز يستشيرها في الكثير من الأمور كما كانت مؤتمنة على أسراره. وتعتبر الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تشترك مع شقيقها الملك المؤسس عبدالعزيز في صفات عدة امرأة ذات شخصية قوية، تميزت بالكرم ورجاحة العقل فكانت تمتلك خاصية حل المشاكل، وقيل عنها: «إنها تتمتع بحملها عقول أربعين رجلا». تقدير المرأة يشار إلى أن جامعة الأميرة نورة تعد صرحا تعليميا ضخما والأكبر من نوعها في العالم وتتسع ل40 ألف طالبة عند تدشينها وعكس اهتمام خادم الحرمين الشريفين تقدير الملك لكبرى بنات الإمام عبدالرحمن الفيصل، والد الملك المؤسس. سيرة ذاتية وبنظرة إلى حياة الأميرة نورة نجد أنها ولدت في الرياض في عام 1875م وتزوجت عام 1905م من الأمير سعود بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل الملقب ب«سعود الكبير» المولود في الرياض عام 1882م وتوفي في عام 1989م، وأنجبت منه الأمير محمد بن سعود الكبير الملقب ب«شقران»، كما أنجبت الأميرة حصة والأميرة الجوهرة التي تزوج بها الملك فيصل. كاتمة الأسرار ونظرا لرجاحة عقلها فقد كان الملك المؤسس يستشيرها في الكثير من الأمور واعتبر المؤرخون أن الأميرة مارست بشخصيتها المميزة واجبات السيدة الأولى، حيث كانت تستقبل زائرات الرياض من الأجنبيات وتأذن لهن بزيارة ورؤية معالم معينة فيها. حصافة وحكمة وسجل الكثير من المؤرخين لمحات من الشخصية الاستثنائية للأميرة نورة ديفيد هاوارث انطباعه عنها بالقول: «أبدى ابن سعود اهتماما ورعاية لأخته نورة طوال حياته». ومن الصفات التي تميزت بها شخصيتها أنها كانت تتمتع بالحصافة والحكمة ورجاحة العقل والدين والورع والفضل. سلوكيات التعامل إضافة لذلك كانت تتمتع بروح تنم عن معرفة جيدة بسلوكيات التعامل مع الآخرين حيث أبدت في حوارها مع فيوليت إعجابها بالحلق الذي ترتديه وكذلك ثوبها، وهو سلوك ينم عن تواضعها ومحاولتها أن تشعرها بالقرب منها. توفيت الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في عام 1950م بعد أن عاشت 77 عاما كانت حافلة بالحضور اللافت على مختلف الأصعدة والمجالات وفي ظل ظروف بالغة الصعوبة وفي فترات ذات شأن، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. وكانت وفاتها لبضعة أيام سابقة من تاريخ اليوبيل الخاص بمرور نصف قرن على فتح الرياض.