إنه لا يخفى لأولي الألباب أن الأمة تتكون من الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والبيئة والأفراد والجماعة والشعوب. وتكبر مسؤولية أفرادها حسب حجمهم في المجتمع قال تعالى «كان الناس أمة واحدة»، وقوله «وإن هذه أمتكم أمة واحدة». وفي الوقت نفسه هناك أسئلة كثيرة تراودني منها، كيف ولدت هذه الأمة وكيف أصبحت وبأي عوامل تتوحد وهل للإعلام دور في توجيهها؟ ولدت هذه الأمة وتوحدت قرب بيت الله الحرام حيث ولد الهدى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ومن دار الأرقم وجبل النور وغار حراء وكبرت بالمدينة المنورة «دارة الهجرة». طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع وفي أحد والخندق وكانت انطلاقتها من بدر وبخاصة بعد فتح مكة فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن «لا تثريب عليكم اليوم» هكذا بدأت هذه الأمة بالرحمة والتسامح والمحبة والأخوة ثم انطلقت صوب العالم كله تنشر هذه المبادئ والقيم والدين والدعوة التي أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله تبارك وتعالى، ومنذ ذلك الوقت ارتفعت مكانتها وشرفها وعزتها في جميع بقاع الأرض شرقا وغربا وأقبل الناس يدخلون في دين الله أفواجا يعبدون إلها واحدا ويتبعون رسولا واحدا. لقد بقيت هذه الأمة أمة واحدة قرونا تلو القرون ولكن أعداء الإسلام الآفة ومكروا عليها وتسللوا في صفوفها وتفرقتها وضعفها وقد نجحوا بذلك بمزاعم كثيرة كالحرية والديموقراطية والعلمانية حتى أصبح المسلمون شيعا وأحزاب. وحالهم هذا لا يرضي العدو قبل الصديق لا حول ولا قوة إلا بالله. وهنا قد يقول قائل كيف تعود هذه الأمة كما كانت قوية عزيزة؟ تعود كما بدأت بإيمانها وقرآنها وسنة رسولها صلى الله عليه وسلم واعتمادها على نفسها وهي لا ينقصها شيء لا مال ولا رجال ولا فكر ولا عدد وإنما تنقصها الوحدة والاتحاد والإعتصام وإذا وجدت هذه المقومات تعود كما كانت بل أقوى من قبل بحول الله تعالى. وهل الإعلام لعب في زعزعتها واهتزازها، نعم الإعلام في السنوات الأخيرة لعب دورا كبيرا لأنه غزا كل بيت وشارع ودور العلم حتى أصبح الناس في حيرة من أمرهم يصدقون من ويكذبون من؟ والزبدة في هذا القول وهذه السطور أن الأمة تتمنى قمة إسلامية عاجلة تخفف هذه الأعاصير التي هبت شرقا وغربا، ولأنها تمر بأسوأ أوقاتها وأحزانها وأفكارها في هذه الأوقات العصيبة. اللهم اجمع شمل المسلمين وألهمهم من أمرهم رشدا. [email protected]