جامعة لا تغيب عنها الشمس .. إذ كيف للشمس أن تغيب عن الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة وقد خرجت أكثر من (30) ألف طالب من بلدان وأقاليم عدة تجاوزت (200) جنسية منذ تأسيسها عام 1381 1961م إلى وقتنا الحاضر؟. هذه الجامعة لم تكتف بأن تكون بهذه الصفة بل تخطتها عندما وجدنا الطالب السنغالي أبو بكر صو يضمن قصيدته التي ألقاها في حفل محاضرة الأمير سلمان بن عبدالعزيز في الجامعة، يطالب فيها الأمير بألا تتحمل المملكة تكاليف إرسال سفراء إلى البلدان الإسلامية، وأن تكتفي بطلاب الجامعة وخريجيها ليكونوا سفراء للمملكة في الخارج. وقال الطالب: لا ترسلوا سفراء إلى بلداننا ففي ذاك تكليف وسنكون خير سفراء، وسترون منا الوفاء. (صحيفة المدينة 25/4/1432ه). هذه الدعوة لم تصدر من فراغ ولم تكن قولا في حفل من أجل كسب علامة أو تقدير، بل إنها من القلب لأنها ترجمة حقيقية لمشاعر زملائه الطلاب، وهذا التعبير الصادق يدل دلالة كبيرة على حسن الإدارة وجودة التعليم وحسن صياغة المنهج وبلاغة المستفيد من أعضاء هيئة التعليم الذي تميز عن غيره وميز طلابه حتى أصبحوا في بلدانهم أعلاما بارزة فمنهم الدعاة ومنهم العلماء ومنهم المعلمون وبعض منهم تسنم مراكز عليا في أوطانهم. وهذا يأخذنا إلى أن نفتش عن الإدارة وأعني بها مدير الجامعة ومساعديه وعمداء الكليات لأنهم أساس النجاح؛ كون القائد الناجح يرتقي بمن معه، ومدير هذه الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا كان ولا يزال صاحب البصمة في التميز عن غيره وخاصة من سبقه بأعوام عدة، ذلك الإنسان يجير ما تحقق من إنجازات لله تعالى ثم إلى دعم الدولة لهذه الجامعة بكل الإمكانيات المالية والبشرية والعلمية وبمشاركة منسوبي الجامعة وطلابها كافة. أما إذا تحدث عن إنجازات الجامعة فإنه أيضا يجيره لمنسوبي الجامعة على اختلاف درجاتهم ومراتبهم، لكنه ينسب إلى نفسه الأخطاء فقط كونه متخذا القرار، حتى وصل به الأمر إلى أن يطلب من منسوبي الجامعة الاستمرار في نصحه وتوجيه .. وهذا لم نجده عند غيره من المسؤولين. أتفق مع استأذنا قينان الغامدي «فتش عن الإدارة» وأنا أقول: عندما تجدها مررها على الجامعة الإسلامية لتقييمها ومعرفة مدى الاستفادة منها في الجامعات الأخرى.