أنشئت الجامعة الإسلامية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز – رحمه الله – قبل نصف قرن «1381ه» بميزانية قدرت بثلاثة ملايين ريال لعامها الأول «1381 – 1382 ه «. «أم القرى،عدد 1885». البداية في قصر الملك سعود الذي تبرع به للجامعة، ثم كان التطور سمة وصفت بها من حيث عدد الكليات والتخصصات وفتح مجال الدراسات العليا، حتى وصل عدد الخريجين خلال الخمسين سنة الماضية أكثر من «40» ألف طالب من شتى أصقاع المعمورة. ومع ذلك، فإن الجامعة تعيش مرحلة تطوير وتطور في جوانب عدة، بعد أن تسنم هرمها الدكتور/ محمد العقلا، خاصة عندما رفع سقف القبول إلى أكثر من «12» ألف بدلا من أربعة آلاف طالب سنويا، إضافة إلى تعدد وتنوع فعاليات مناشطها الفكرية والثقافية، كان آخرها مؤتمر «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف»، ذلك المؤتمر الذي ضم أطيافا متعددة من العالم الإسلامي ليناقشوا «83» بحثا في 12جلسة اتسمت الجلسات برؤى متعددة الثقافات أثرت الفكر في نصوصها المكتوبة، بل إن المداخلات والنقاشات سواء في قاعة المؤتمر أو كانت في جنبات محل ذات مردود معرفي كبير، فهناك استماع وتعليق، وهنا في «السكن» حلقات تعارف وتبادل معلومات وخبرات بين الحضور، ولا أخفي استفادتي الكبيرة من حضوري لذلك المؤتمر، ومن تلك القامات التي عرفناها عن قرب، زاد من ذلك حسن الاستقبال والتنقل، من خلال فريق عمل لم نشعر أن بينهم مدير أو مشرف، بل كل منهم يسابق غيره في تقديم الخدمة للجميع من غير استثناء، لأنها القدوة في القيادة. من اللافت أن هذه الجامعة تعيش مرحلة انتقالية إداريا وأكاديميا وجغرافيا، مع انفتاح خارجي، ولأنها كذلك فمن باب أولى أن يكون للإعلام كلية مستقلة مع هذا الزخم الإعلامي المفتوح، وكلية أخرى للعلوم السياسية لفتح آفاق جديدة في التعامل مع الآخر وفق أسس علمية. الأمر الآخر إنشاء قناة تلفزيونية عالمية لنشر وسطية الإسلام، وعدالة الإسلام، وسماحة الإسلام باللغات الحية من داخل حرم الجامعة، وهذا ما أتوقع أنه في خطة مديرها القدوة.