واصلت محافظة تعز اليمنية انتفاضتها وخرجت المسيرات الغاضبة استجابة لدعوة شباب التغيير للتنديد بما وصفوه بمجازر النظام ضد المعتصمين المعلمين المطالبين بحقوقهم والطلاب الرافضين لإجراء الاختبارات. وقتل محتجون وأصيب المئات بالرصاص الحي وقنابل الغاز في اعتداءات جديدة في شارع جمال أمام مبنى وزارة التربية والتعليم في محافظة جنوب اليمن. وقال مصدر طبي ل «عكاظ»: إن قوات من الأمن فتحت نيرانها وأطلقت قنابل الغاز على المتظاهرين ما أسفر استشهاد ما لا يقل عن شخصين وإصابة نحو 50 آخرين بالرصاص الحي بعضهم جراحهم خطرة، بينما أصيب المئات باختناقات جراء استشاق قنابل الغاز. وقال محمد رشيد شاهد عيان إن المتظاهرين ردوا على قوات الأمن بالرمي بالحجارة، ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي يهدد المحتجون بالزحف على القصر الرئاسي في المحافظة. وبذلك يرتفع عدد قتلى اعتصام مكتب تربية تعز إلى خمسة أشخاص وأكثر من 50مصابا، بعد هجوم نفذته قوات متعددة على مكان اعتصام المعلمين. وأطلقت القوات الرصاص الحي بكثافة والقنابل المسيلة للدموع والمياه الحارقة على المعتصمين لإخلائهم من الشارع الرئيس في مدينة تعز حيث نصبوا خياما. ومنعت القوات المحاصرة لمكان الاعتصام سيارات الإسعاف من الدخول واحتجزت إحد الطواقم الطبية، فيما نقل عدد من المصابين إلى المستشفى الميداني والتي وصل إليها ما يقارب عشر إصابات تم نقلها عبر الدراجات النارية. من جهة ثانية، وصف معارضون وشباب في ثورة الشباب في اليمن الأوضاع الراهنة وتجاوزات النظام وسعت هوة الخلاف بين الطرفين، مؤكدين أن دماء الأبرياء من المحتجين أغرقت المبادرة الخليجية في ساحات التغيير. وأكد المتحدث باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد الصبري تأييده للشباب، مشيرا إلى أنهم يعبرون عن إرادة الشعب ونحن مع الشعب، وأضاف كل المؤسسات الحكومية هي ملك للشعب ومن حق الشعب أن يستعيدها. وتابع «علي عبدالله صالح دخل الرئاسة ولم يملك شيئا وكل ما يملكه الآن هو ملك للشعب ومن حق الشعب أن يستعيد ممتلكاته سواء بالزحف أو بغيره، ونحن جزء منهم ومعهم». من جهته، قال خالد الأنسي أبرز قيادات التغيير في صنعاء ل«عكاظ»: إن المبادرة لم تعنيهم، وتمثل وسيلة إنقاذ للرئيس عبدالله صالح. وأضاف الأنسي نحن نبحث عن حلول وهو يبحث عن وسائل لتدمير البلاد، مضيفا أن الموقف حاليا هو أن يغادر الرئيس فورا دون أي شرط أو قيد. وأوضح أنهم حسموا موقفهم بالانتقال إلى المرحلة النهائية للثورة بعد أن راهنوا على الأشقاء في دول الخليج ولكن هم انساقوا إلى الرئيس. وقال الأنسي نحن ماضون في طريق الحسم بما ذلك تسير مسيرات إلى القصر الجمهوري وإخراجه منه ونضالنا سلمي ونعمل وفق برنامج وسنعلن عن أي تحرك في حينه. إلى ذلك يرى عضو اللجنة الشعبية للثورة الشبابية عبدالله الشرعبي المبادرة الأخيرة مرفوضة ولا تعنيهم وقد رفضوها منذ اليوم الأول، خاصة أن الرئيس علي عبدالله صالح لا يهمه المبادرات أو غيرها وكنا نأمل من دول الخليج أن تضغط عليه. وأوضح أن قرارهم في الزحف لا زال محل نقاش ودراسة، موضحا بأنهم سيصعدون سلميا خلال اليومين القادمين وليس مهما الزحف على القصر الرئاسي ولكن هناك مؤسسات حكومية أخرى سنزحف عليها.