يرتفع عمود كثيف من الدخان الأحد من ميناء مدينة مصراته المحاصرة منذ اكثر من شهرين، وذلك غداة قصف القوات النظامية خزان وقود. وعمود الدخان الذي يرتفع من النيران التي تشتعل في المستودع يشاهد من كل نواحي المدينة الساحلية التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس. وبدأت تتشكل طوابير أمام محطات البنزين في المدينة التي كانت تعد نصف مليون نسمة خشية ندرته. وكثفت قوات القذافي هجومها على ميناء مصراته المنفذ الوحيد الذي يمكن المدينة المحاصرة من تلقي المؤن ونقل الجرحى واللاجئين، وسقطت قذيفة غراد على أحد خزانات الوقود قرب الميناء وامتد الحريق الذي نجم عن الانفجار إلى الخزانات المجاورة. وفي طرابلس، بات الخوف سمة بارزة في شوارع المدينة، إذ يخشى السكان التحدث علانية ويخشون التجنيد بالجيش في الوقت الذي تضرب فيه قوات حلف شمال الأطلسي قوات الزعيم الليبي القذافي بينما يستعر القتال في مصراتة ومنطقة الجبل الغربي. وتمكنت القوات الحكومية من القضاء على المعارضة في العاصمة، كما أن حملتها ضد المعارضين في أماكن أخرى في غرب البلاد تنشر الخوف بين الناس. ويقول سكان طرابلس: إن نشطاء يشنون هجمات ليلية متقطعة على قوات القذافي ويعقدون تجمعات بعد حلول الليل في مناطق للمعارضة؛ لكن أغلب الناس يشعرون بخوف بالغ لدرجة تحول دون قيامهم بأي خطوة بعد ما يعتقد الناس أنها حملة اعتقالات جماعية. وقطعت الحكومة اتصالات الإنترنت في أنحاء طرابلس. من جهة ثانية، «تضاربت الأنباء حول موافقة إيطاليا على تسليح ثوار ليبيا، حيث نفت وزارة الخارجية الإيطالية ما صدر عن ناطقين باسم المجلس الوطني الانتقالي في هذا الشأن. ونفى متحدث باسم الخارجية الإيطالية السبت أن تكون بلاده توصلت إلى أي اتفاق مع المعارضين الليبيين لإمدادهم بالأسلحة في قتالهم ضد كتائب العقيد معمر القذافي، وأكد قائلا «لا يوجد أي اتفاق لإمدادهم بالأسلحة». وجاءت تصريحات الخارجية الإيطالية ردا على ما ذكره المتحدث باسم الثوار في بنغازي شرق البلاد عبد الحفيظ غوقة حول موافقة روما إمدادهم بالأسلحة التي يحتاجونها أيا كانت. وفي وقت سابق، استبعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل لجوء القوات الدولية إلى عمليات برية من أجل التغلب على كتائب القذافي.