شكل توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس أمس، نقلة نوعية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكانت المواقف الدولية قد تباينت في موقفها بين مؤيد بشروط، وداعم، ومتحسر. وفي هذا الإطار اعتبر وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة برعاية مصرية حدثا تاريخيا، إذ ينهي أربعة أعوام من الانقسام بين الفصائل الفلسطينية. وأكد أوغلو في تصريح قبيل مغادرته القاهرة دعم أنقرة للجهود التي تبذلها مصر في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني عانى طويلا وأنه حان الوقت كي يتوحد تحت حكومة واحدة وسياسة واحدة ومستقبل واحد وأن يتحدث بصوت واحد. من جهتها، أكدت ألمانيا في موقف جديد لها حيال المصالحة، أنها لن تعترف بالدولة الفلسطينية دون موافقة إسرائيل، بعد أن ألمح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى أنه من الممكن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هذا العام. فيما دعا الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الحاصل على جائزة نوبل للسلام الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، مؤكدا أنه يمكن أن يقود إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط. أما على الجانب الإسرائيلي، فقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس هو «ضربة قاسية للسلام». وصرح في لندن حيث من المقرر ان يجري محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «ما حدث اليوم في القاهرة هو ضربة قاسية للسلام ونصر عظيم للإرهاب» على حد زعمه. أما لندن، فقد ابتعدت عن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزورها بشأن المصالحة الفلسطينية، معتبرة أن اتفاق المصالحة بين الفلسطينيين يمكن أن يشكل «خطوة إلى الأمام». وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «نأمل أن تشكل الوحدة الفلسطينية بين فتح (التي تتولى السلطة في الضفة الغربية) وحماس (التي تسيطر على قطاع غزة) خطوة إلى الأمام».