كشفت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عن تحقيق نتائج علمية مذهلة في التجربة الفضائية لاختبار وإثبات مبدأين من نظرية النسبية العامة لأينشتاين، وذلك عبر مشروع مسبار الجاذبية – ب الذي تتعاون فيه مع جامعة ستانفورد الأمريكية، حيث جاءت النتائج مقاربة جدا للنتائج المتوقعة نظريا لمبدأي النظرية النسبية. ويأتي هذا الإعلان متزامنا مع إعلان في الولاياتالمتحدة عن هذا الإنجاز العلمي الذي حققه فريق علمي مشترك بين جامعة ستانفورد الأمريكية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وأوضح نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود، أن هذا الإنجاز العلمي يحسب للمملكة وعلمائها وباحثيها الذين استطاعوا تحقيق العديد من المنجزات العلمية في محافل دولية مرموقة، مشيرا إلى «أن المدينة أنشأت في إطار التعاون العلمي مع جامعة ستانفورد مركز تميز مشترك في مجال الفضاء والطيران، كما تشارك في إطار هذا التعاون في مشاريع عديدة من ضمنها تجارب فضائية تطبق بحمد الله عبر أقمار اصطناعية سعودية». وبين الأمير الدكتور تركي بن سعود بأن الاتفاق مع جامعة ستانفورد يأتي في إطار حرص المملكة على تكوين علاقة تعاون للمهمات الفضائية المقبلة، وينص الاتفاق على التعاون التقني بين المدينة والجامعة في تحليل التجارب وأنظمة القمر الاصطناعي (مسبار الجاذبية)، حيث تم إرسال عدد من المختصين في المدينة للعمل جنبا إلى جنب مع الباحثين في ستانفورد. وقال «إن العمل التعاوني بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة ستانفورد من خلال هذه التجربة البارزة يشمل فيزياء الفضاء الأساسية، وكذلك بحوثا تطبيقية منها على سبيل المثال تصميم وتصنيع جايروسكوب دقيق جدا، فيزياء درجات الحرارة المتدنية جدا، تقنيات القياس المغناطيسي الدقيق للنظم، والإلكترونيات المتقدمة والتقنيات البصرية». وأشار إلى أن الباحثين السعوديين يعملون بالتعاون مع نظرائهم في الجامعة الأمريكية في مشاريع أخرى منها مشروع تطوير آخر ما وصلت إليه تقنيات ليزر الأشعة فوق البنفسجية وتقنيات الاستشعار الزاوي، فضلا عن تصنيع أنظمة واختبارها في الفضاء باستخدام أقمار اصطناعية سعودية مطورة ومصنعة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وحول مشروع «مسبار الجاذبية ب» أفاد نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث، أن العمل على هذا المشروع بدأ في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، بدعم من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بهدف إثبات مبدأين من نظرية أينشتاين للنسبية العامة، الأول والمسمى ب «الأثر الجيوديسي» والذي ينص على أن جسما كبيرا كالأرض يقوم بطي الزمن كما تنطوي صفيحة مطاطية عند رمي كرة ثقيلة بها، أما الثاني والمعروف باسم «جر- الإطار»، والذي يقول بأن دوران جسم كبير جدا سيقوم بلف الفضاء والزمن المقارب له حال دورانه كما لو قمنا بإدارة الكرة الثقيلة الموجودة على الصفيحة المطاطية. من جهته، قال المشرف على معهد بحوث الفضاء في المدينة الدكتور هيثم بن عبدالعزيز التويجري أن اختصاصيين ومهندسين سعوديين قاموا بتصميم وتصنيع أنظمة جديدة مبنية على هذه التجربة في تجارب مستقبلية، مضيفا بأن هذه الأنظمة تم اختبارها عبر الأقمار الاصطناعية السعودية، فضلا عن بعض التجارب المشتركة على هذه الأقمار بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).