سيطرت البازارات الأفريقية المتنقلة على أرصفة الشوارع في مكةالمكرمة مع انقضاء ثلاثة أشهر من موسم العمرة والتي يتم فيها بيع المشغولات اليدوية ومنتجات البعض منها غير مطابق للمواصفات الصحية والبيئية، وسط تسجيل غياب الجهات الرقابية المسؤولة عن مكافحة البيع العشوائي. وكشف مساعد رئيس لجنة مكافحة الظواهر السلبية في المنطقة المركزية محمد الغامدي عن ارتفاع سقف المضبوطين خلال الموسمين الماضية إلى 35 ألف حالة، يمثل المواطنون منها 400 حالة فقط. وأبان الغامدي أن اللجنة تواجه صعوبات في عملها ليس منها ضعف الإمكانيات البشرية أو الآلية التي يسعون لتطويرها، ولكن ما تتعرض له الفرق الميدانية باستمرار من إصابات نتيجة ملاحقة ممارسي الظواهر السلبية، فضلا عن اعتدائهم على ممتلكات اللجنة وآلياتها بالرشق بالحجارة أو الاشتباك. وأضاف الغامدي أن العمالة الأفريقية هي الهاجس الأكبر الذي تنبع منه مثل هذه المشكلات، وهي الفئة الأغلب التي يقبض عليها ويتخذ بحقهم الاجراءات المنصوص عليها في نظام اللجنة. وذكر مساعد رئيس لجنة مكافحة الظواهر السلبية أن العقوبات التي تتخذها اللجنة تتباين بين المضبوطين من مواطنين أو مقيمين أو عمالة مخالفة، وعلى المواطنين تتم دراسة حالة المضبوط وتقديم المساعدة له عبر القنوات الرسمية والمختصة بهذا الشأن ويؤخذ عليه تعهد مبدئي بعدم التكرار، وإذا تكررت منه ممارسة الظاهرة يسجن لمدة ثلاثة أيام وعند التكرار يسجن لمدة 15 يوما. وأشار الغامدي إلى أنه بالنسبة للمخالفين من الوافدين فإنه يعاقب ويسلم إلى كفيله بعد أخذ التعهدات المناسبة بحقه، وفي حال كان المضبوط من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل فإنه يرحل على الفور عن طريق إدارة الجوازات. وتطرق الغامدي إلى أن التشكيل الثماني للجنة يأتي بترؤس إمارة المنطقة وعضوية وزارة الحج وأمانة العاصمة المقدسة وإدارة المرور وشرطة العاصمة المقدسة وكذلك لجنة مكافحة التسول وإدارة الجوازات وإدارة المجاهدين، من خلال اضطلاع كل جهة باختصاصها يجري تفعيل الدور التكاملي للجنة لتحقيق الأهداف المرجوة منها، ولبيان الصورة الحقيقة وواقع المجتمع بعيدا عن ما يشوب المنطقة المركزية من ظواهر سلبية ليس آخرها التسول ولا البيع العشوائي. وزاد الغامدي فتحت الشؤون الاجتماعية أبوابها أمام الحالات المقبوض عليها بعد دراستها والتي تبين من خلالها حاجة بعضهم إلى معونات من قبل الضمان الاجتماعي، في حين تكفل مكتب العمل باستقبال وتوظيف الحالات التي تثبت قدرتها على الإنتاج والعمل. وأوضح الغامدي أن اللجنة تعكف حاليا على عقد اجتماعات لرسم الخطط لموسم صيف هذا العام وموسم رمضان اللذين تسجل فيهما معدلات ارتفاع لظهور ممارسي الظواهر السلبية في المنطقة المركزية، مستدركا تجاوبهم مع الحالات التي تستدعي التدخل خارج المنطقة المركزية. وكشف الغامدي عن قرب إطلاق رقم مجاني مختصر يتم عبر استقبال البلاغات عمن يمارسون الظواهر السلبية داخل المنطقة المركزية، وقال «سيتم إطلاق رقم موحد لاستقبال البلاغات قريبا ويتم تفعيله عبر حملة إعلانية ضخمة بالشراكة مع وسائل الإعلام المختلفة والتي تحمل مسؤولية تثقيف الفرد والمجتمع ومسؤوليتهم تجاه المساهمة في مكافحة السلبيات». يشار إلى أنه تنتشر البائعات الأفريقيات على مدى شوارع المنطقة المركزية ومنطقة العزيزية وأمام الأسواق التجارية والفنادق التي يسكنها العدد الأكبر من المعتمرين والزوار لمكةالمكرمة، والذين يعتبرون مستهدفيهم بعد فشل البازارات الأفريقية في استقطاب العميل المحلي. وتتكون غالب منتوجاتهم من الملبوسات المستعملة والأعشاب والخردوات المثيرة لإعجاب الزوار لتدني قيمتها الشرائية. هنا، لم تسجل أمانة العاصمة المقدسة اي دور في مكافحتهم مكتفية بجولات خجولة على المنطقة المركزية من خلال ممثلها في لجنة مكافحة الظواهر السلبية في وقت أصبحت المواقع خارج المركزية مسرحا لمزاولة هذه الظواهر.