أنهت الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة المدينةالمنورة، إجراءات وضع محطات ري حديثة في المنطقة، تحتوي على أجهزة تعمل على شرائح الجوال قيمة الجهاز الواحد قرابة ال 120 ألف ريال، وتتصل مباشرة بالأقمار الصناعية لتنقل معلومات كاملة عن التربة، ومستويات الرطوبة فيها، ومعرفة كميات المياه المتبقية، وغيرها على أن تجمع تلك المعلومات لدى شركة هولندية مشغلة للمحطات لتقوم بدورها باستخراج التوصيات الضرورية اللازم اتخاذها من قبل الجهات ذات العلاقة وتبعث بها إلى وزارة الزراعة. يأتي هذا ضمن إطار مشروع متكامل تبلغ تكلفته 10.39 مليون ريال لتغطية جميع مناطق المملكة خلال أربع سنوات ابتداء من العام الجاري بهدف إنهاء أزمة المياه، وعند اكتمال المشروع يتكون للمملكة قاعدة بيانات متكاملة عن الظروف المناخية والاحتياجات المائية، ومدى حاجة المناطق إلى أنواع المحاصيل الزراعية الممكن زراعتها فيها. وبحسب تأكيدات مسؤولين فإن معظم المواقع الزراعية المساندة في منطقة المدينةالمنورة عانت من أزمة مياه حادة أسمهت في تضرر 40 في المائة من المزارع يأتي في مقدمتها مزارع النخيل. من جانبه أوضح مسؤول الري في فرع وزارة الزراعة في المدينةالمنورة المهندس حامد غنيم، أنه جرت مراعاة توزيع الأجهزة على مختلف جهات المدينة الأربعة وبخاصة المنطقة الجنوبية التي تعاني من أزمة مياه واضحة كأبيار الماشي، وضاعة وغيرها، وقال: خلال السنوات الأربع سيتم توزيع الأجهزة على معظم مزارعي المنطقة؛ لأن الري الآن سيكون عبر مضخات تضبط تصريفات المياه، وستسهم هذه الخطوة في حل أزمة نقص المياه الجوفية. تحويل المزارع لمساكن وأوضح مدير مشروع الشركة المشغلة للنظام المهندس محمد عمر في تصريح خاص ل«عكظاظ» أن المملكة أرادت إيجاد طرق ري حديثة ومتطورة في ظل تناقص المياه الجوفية بشكل كبير في مختلف مناطق العالم العربي، مؤكدا أن المشروع الذي اعتمدته وزارة الزراعة سيخفف من عمليات سحب المياه، وسيعطي الفرصة لمياه الأمطار من تكوين كميات مائية احتياطية، وقال: إن قيمة المحطة تساوي 120 ألف ريال، وهي تصرف للمزارعين مجانا طوال السنوات الأربع المقبلة. وحول إمكانية العبث بالأجهزة أو سرقتها خاصة وأن قيمتها مرتفعة قال: يتم تثبيت المحطات والأجهزة بطرق آمنة، وبحواجز أسمنتية قوية تضمن عدم العبث بها أو سرقتها، ثم أن من يسرقها يستحيل عليه التعامل معها لأنها تخضع لأمور فنية عالية المستوى، ومبرمجة من قبل الشركة المشغلة لها بطريقة تضمن عدم التعاطي مع تلك البرمجة إلا من خلال المختصين والفنيين التابعين للشركة، فهي متصلة بالأقمار الصناعية، وتنقل تفاصيل الموقع الذي تكون فيه، وبالتالي فهي من هذا الجانب لا خوف عليها. مدير المشروع أكد أنهم وضعوا حتى الآن 12 جهازا في بعض مناطق المملكة، وقال: جرى وضع ثلاثة أجهزة في منطقة المدينةالمنورة، ومثلها في منطقتي القصيم والشرقية، وواحدة في كل من الخرج، وشقراء على أن يتم استكمال ثمانية محطات أخرى في مناطق مكةالمكرمة، وتبوك، والحدود الشمالية، والزلفي لتصبح 20 محطة وهو العدد المقرر إنجازه في كل عام على مدى السنوات الأربع المقبلة، ليصبح إجمالي المحطات المنشأة 80 محطة تغطي كافة مناطق المملكة. ورشة عمل وفي هذا الإطار أقام فرع وزارة الزراعة في المدينة ورشة عمل لجدولة مياه الري وسط حضور جيد من الزارعين والمختصين اطلعوا على كيفية استخدام الأجهزة الخاصة بالري الحديث، وكيفية تطوره خلال الفترة الماضية بما يضمن بقاء المياه الجوفية لدى المملكة محافظا عليها وقابلا للزيادة. هذه الخطوة جاءت في إطار مشروع وطني خاص بترشيد مياه الري المستخدمة في الزراعة بناء على توجيهات عليا، وتحقيقا لأوامر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير المنطقة، القاضية بضرورة إطلاع المزارعين على كافة المعلومات اللازمة لهم لزراعة محاصيلهم بأفضل الطرق الحديثة.