حي اليرموك شرقي الرياض لا زال يعاني من مشكلات عديدة تعكر صفو حياة سكانه، سرقات كثيرة، كلاب ضالة تحاصر الحي، مخلفات بناء توازي البنيان في ارتفاعها، استراحات تتوسط المباني السكنية وتعج بالعمالة الأجنبية بشكل صارخ، مياه الصرف الصحي تنتشر في بعض شوارع الحي بشكل مستمر. وفيما استغرب الأهالي غياب جهود الأمانة في القضاء على هذه الكلاب الضالة، قال ل«عكاظ» مدير عام إدارة صحة البيئة في أمانة منطقة الرياض المهندس سليمان البطحي «الأمانة دائما ما تحارب الكلاب الضالة في حي اليرموك، إلا أنها تتكاثر وجهودنا متواصلة في محاربتها». ودعا البطحي المواطنين أن يساهموا في محاربة هذه الظاهرة بالاتصال على الرقم 940 حتى يتم القضاء عليها نهائيا. لم يعد مستغربا أن تسمع يوميا في حي اليرموك عن قصة سرقة سواء كانت سيارة أو محلا أو منزلا، ما جعل المواطنين والمقيمين يتذمرون من هذه السرقات، وفيما يشتكي المواطنون ويلقون باللائمة على العمالة الوافدة الموجودة بكثرة في هذا الحي، تشتكي العمالة الوافدة في نفس الوقت من سرقة أشيائهم الثمينة، وفي النهاية تظل المشكلة مؤرقة لجميع سكان الحي انتظارا لحل جذري لها. «عكاظ» زارت الحي والتقت عددا من الأهالي وعبروا عن أملهم في تحرك الجهات المعنية بشكل ينهي مثل هذه المعضلات التي تسببت في عدم راحتهم في منازلهم، وأيضا عدم إطمئنانهم على سياراتهم ومنازلهم عند خروجهم من الحي. مطالبات بحلول عاجلة وعبر المواطن مصلح الشهري (معرف الحي) أحد كبار الأهالي، عن معاناة سكان الحي، وقال هناك مطالبات متكررة للبلدية والجهات الأمنية للقضاء على المشكلات التي يعاني منها السكان، إلا أن التحرك إما أن يكون بطيئا وإما أن يغيب نهائيا. وأضاف «تعرض محل تموينات مجاور لمنزلي للسرقة ثلاث مرات، وأبلغت الجهات الأمنية في حينها، كما تعرض عدد من المحلات المجاورة لسرقة مبالغ مالية وبطاقات شحن وبعض المواد الغذائية، كما سرقت أربع مكيفات من مسجد الحي، ولكن لم نتمكن من العثور على أحد من هذه العصابات الإجرامية». وزاد «أصحاب البنايات تحت الإنشاء يعانون أيضا من سرقة الحديد والأسمنت وكراتين أسلاك الكهرباء من أمام بناياتهم بعد الاعتداء على الحراس، وسلب ما معهم من جوالات ونقود، وأيضا أبلغت الجهات الأمنية عند وقوع هذه السرقات». وأشار الشهري إلى تزايد سرقة السيارات في الحي، بعد كسر زجاجها وسرقة ما فيها حتى الإطارات لا تسلم من اللصوص، وأصبح هم كل مواطن عندما يصحو من نومه أن يطمئن على عدم تعرض سيارته للسرقة. واشتكى الشهري من كثرة العمالة في الاستراحات وسط الحي، وقال «إنهم أصبحوا يضايقون السكان بشاحناتهم وأصواتهم يوميا، وأصبح المواطن لا يأمن على نفسه وعائلته منهم». السرقات معتادة إلى ذلك يقول المواطن محمد بن سطام المطيري «يعاني أهالي الحي من السرقات المتكررة التي أصبحت تحصل بشكل اعتيادي في وضح النهار، وأذكر أنني عندما كنت في أحد المحال التجارية لشراء بعض المستلزمات، شاهدت شابا يسرق بعض المواد الغذائية، ورصده أصحاب المتجر بالكاميرات، وفر هاربا بدون أن يقبض عليه. مخلفات البناء تشوه الحي وتذمر المطيري من مخلفات البناء والتي أصبحت منتشرة بطريقة تخدش منظر الحي، حيث أنها توازي في ارتفاعها المباني السكنية، حيث يأتي أصحاب القلابات المحملة بالمخلفات، ويرمون بها في أي أرض فضاء، حتى أصبحت بعض المساجد في الحي تحيط بها مثل هذه المخلفات، وعند الاتصال على الأمانة ترد «أمسكنا بمن يرمي بها أو أبلغنا بحدوث مثل هذا الأمر وسنحضر في الحال». وانتقد المطيري الشركات المسؤولة عن تنفيذ مشاريع الصرف الصحي في الحي، وقال: «مياه الصرف الصحي في بعض شوارع الحي تشاهد بشكل مستمر، وتنبعث منها روائح كريهة مقلقة للسكان». أما المواطن نايف العوض الذي تعرضت سيارته للسرقة أكثر من مرة، بين أنه لم يعد يبلغ الجهات الأمنية لأنه لم يقبض على من سبق الإبلاغ عنه. من يردع ضعاف النفوس من جانبه أشار عامل البقالة التي تعرضت للسرقة، حامد «سوداني» إلى أن مثل هذه السرقات تحدث بشكل متكرر وبطرق مختلفة، وقال «سرقت البقالة التي أعمل فيها أكثر من مرة، مرة بعد صلاة الفجر مباشرة، وقبل أن أفتح البقالة حيث وجدتها قد سرقت، ويلاحظ أن اللص يهمه المال فقط وإن لم يجده يخرج وكأن شيئا لم يكن، وفي أحد الأيام دخل البقالة خمسة أشخاص قبل أذان المغرب وخرج أربعة وبقي واحد لم يخرج وأغلقتها عليه دون أن أدري، وبعد الصلاة دخل نفس الأشخاص السابقين مباشرة ليغطوا على زميلهم السارق، لكنني لم اكتشف ذلك إلا متأخرا». من جهته يقول محمد حسان صاحب بقالة في الحي «تعرضت بقالتي لعدد من السرقات، وفقدت جوالي وبعض الحلويات والمواد الغذائية التي تبين ضعف نفس السارق».